خالد الربيعان
جيرمانيكوس، الإمبراطور الروماني الشاب، كان شخصية عجيبة، كان خطيباً وكاتباً ومفتشاً وقنصلاً، ومحارباً وجنرالاً وإمبراطوراً ! كان يعتبر في الوقت نفسه صاحب فضل في هيبة ورسوخ الإمبراطورية الرومانية، انتصر بعد هزيمة وكان قدوة للمواطنين لدرجة أنهم قارنوه بالاسكندر الأكبر، لشهرته في كل منصب أصبح فيه..
هل جيرمانيكوس كان «سوبرمان» ؟ بالتأكيد لا، لا يوجد رجل في الدنيا بهذه القوة، الإنسان في الأصل «في الحقيقة»، ضعيف لا يملك أن يسيطر على أمعائه، حقيقة عزيزي القارئ، لكن: هناك مبدأ في منتهى الأهمية: «الشورى»، التشاور، طلب الاستشارة،
كانت الإمبراطورية الرومانية ذات دور فعال جداً فيما يعرف بالمستشارين أو مجلس الشيوخ، كان جيرمانيكوس يعتمد في كل منصب يشغله على طلب النصيحة والمشورة ممن يملك الخبرة في ذلك الأمر أو ذاك، كذلك كان أهم الرجال المشاهير تاريخياً:
منهم مثلاً ماركوس أوريليوس، كان مميزاً في هذه الناحية، المثال أو القصة الصغيرة هذه معناها: أن استشارة ذوي الخبرة أو الكفاءة في أي أمر.. تؤدي لنتائج مبهرة، بينما العكس لا يؤدي إلا إلى الفشل، لأن اليد الواحدة لا تصفق، والعقل الواحد غير كافٍ لصنع منجزات عظيمة.
في الرياضة نفس الأمر، إدارة ليفربول في إصدار المجلة التاريخي بمناسبة تحقيق الدوري ودوري الأبطال وفي الوقت نفسه النادي الأول في العالم الذي يحقق إيرادات 125 مليون يورو، يكسر الرقم 100 ، كان أهم ملاحظة هو العمل الجماعي ودور الاستشارة،
جون هنري ليس بمفرده كمالك للنادي، بل ليس له خبرة في التسويق والاستثمار الرياضي، أتى ببيلي هوجان، لا يفهم جيداً في الصفقات، جاء بيتر مور، ثم آخر وآخر، وهكذا، أصبح الأمر أن هناك فريق يعمل كمستشارين تحت «جون هنري»، تماماً كمجلس الشيوخ !
نقترب بالكادر أكثر للوضع الراهن في الرياضة العربية، في الرياضة السعودية، دور الاستشارات الرياضية، خاصة في صناعة الرياضة «الاستثمار والتسويق»، تعتبر نادرة، من ناحية عدم وجود هذه الشركات أو المنظمات، وناحية أخرى هي عدم الوعي بكل الكلام السابق من بداية المقال.
استشارات القوانين: مصطلح نادر التداول والقراءة، بينما هو مهم كاستشارات التسويق والاستثمار الرياضي، كل اتحاد محلي - إقليمي أو قارِّي - دولي، له لوائح وقوانين منظمة، وقضايا يمكن أن يقع فيها من لا يعرف، و»الجهل بالقانون لا يمنع قضايا الفيفا»، هناك مكاتب لاستشارات القوانين وهي في منتهى الأهمية.
في الأخير نقول «الاستشارات الرياضية» مجال خطير في أهميته، وضرورته، لأنه بمثابة الأفكار التي تتحول لأفعال !.
زِدْنِي بيتاً !
الرعاية، أمور التعاقدات «عالم بمفرده»، العلاقات العامة والاتصال، تطوير الأندية من حال المبنى الرياضي إلى شركة تجارية ذات علامة يمكن تداولها مالياً وسوقياً، تنظيم الفعاليات الرياضية والبطولات الهامة والكبرى، المنشآت والبنية التحتية كمتاجر الأندية، متاحفها، المدن الرياضية للأندية «ريال مدريد /السيتي»، الأكاديميات وبنائها وسير عملها «لاماسيا/ الكاستيْا»، الاستشارات لإدارة النادي ككل، للمستثمرين وملاَّك الأندية.