خالد بن عبدالكريم الجاسر
Washington D.C. المدينة التي لا تنادي أحداً باسمه الأول فقط إلا ما ندر، لأنها عوالم خفية للسياسة وألاعيبها، عبر إعلامها ذات الأجندات الخاصة، وكأنها لا تُحب الروايات وتفاصيلها أو المقدمات التي لا طائل منها، المُملة في خيوطها، ليخترقها اسم أوحد، دبلوماسي مُحنَّك يتحدَّث بطلاقة لغتهم واثقاً وحكيماً كقيادته، ليتردد بين جنباتها «بندر بن سلطان»، كونه رجل دولة من الطراز الأول، مُستعيداً بأصالته ما كان يُشاع عن مملكة الإنسانية التي لم تتوان في دعم القضية الفلسطينية أرض القُدس التي حارب لأجلها صلاح الدين مستعيداً إياها من براثن جيوش أوروبا مجتمعة، ليؤلمهُ ويُؤلمُنا جميعاً كعرب مصطلحات التخوين التي استخدمتها القيادات الفلسطينية بسهولة، في قوله عبر قناة العربية: «إن حديث القيادات الفلسطينية بعد اتفاق الإمارات والبحرين مع إسرائيل كان «مؤلماً» و»مستواه واطٍ»، مشيراً إلى أن «تجرؤ القيادات الفلسطينية على دول الخليج غير مقبول ومرفوض».
وهي طامة لنُكران بعض القادة الفلسطينيين وفصائلها المُتاجرة بقضيتهم وكانوا مدخلاً للغرباء، وما فضل المملكة في خدمة قضيتهم، إلا كفضل ولا يُعرف الفضل لأهل الفضل إلا ذوو الفضل، لهذا خرجت سهام المُحنك الواعي ليُؤكد الأمير: «لن يؤثر في تعلقنا بقضية الشعب الفلسطيني».. وهذا هو ما عناه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عندما قال: «إنّ موقف المملكة من قضية فلسطين ثابت لا يتزحزح عبر تاريخها المجيد، ومنذ مؤسسها الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وحتى الآن».. لماذا؟!! لأن السعوديين لم ولن يتخلوا يوماً عن قضية العرب الأولى، التي تاجر بها الكثيرون حتى تشدق بها الإعلام العجوز كصحيفة «واشنطن بوست ودايلي نيوز ونيويورك تايمز» ومثيلاتهم وكأننا أمام شاشات الجزيرة.
إنّ «تاريخ» تواصل السعوديين لخدمة الحقوق الفلسطينية والدفاع عنها على مدى كل هذه السنوات الطويلة، منذ المؤسس الملك عبد العزيز -رحمه الله- حتى الملك سلمان -أمدّ الله في عمره- تحتاج الإحاطة به إلى «مجلدات» كثيرة، فقد كان قادتنا الملك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله -رحمهم الله- وإلى عهد الملك سلمان في الصفوف الأولى لدعم قيام الدولة الفلسطينية ومعهم قلوب السعوديين وأرواحهم.