د. محمد بن إبراهيم الملحم
قاتل الله العجلة ولا شك أن في التأني السلامة، أسوق ذلك تعليقاً على خطأ في مقالتي السابقة «المنصة 3» في هذه الزاوية ضمن مقارنتي بين «منظومة التعليم الموحدة» و»المنصة» أو منصة مدرستي، والتي فيها غاليت خطأ في وصف الفرق أن المنصة «ليست سوى برنامج إيميل بين المعلم والطلاب»، وأن: «الخدمات التي كانت تعد بها المنظومة من خلال دليل الاستخدام ليست في المنصة أبداً، ولهذا لا ينبغي أن تسمى «منصة» فهي مجرد وسيلة تراسل إيميل فقط».. فهذا الوصف غير صحيح تماماً، والشجاعة الأدبية التي تساعد على وصف المشكلة (إن وجدت) يجب أن تتوافر بنفس الزخم لتعلن الخطأ، فهذا أقل واجب تمليه المسئولية نحو الجهود العظيمة التي بذلها الإخوة الأفاضل في تقنيات التعليم في الوزارة ومن يدعمهم في المستويات الإدارية العليا حتى معالي الوزير -وفقه الله-، لاسيما أني أشرت قبل ذلك إلى تميز منتجهم عند حديثي عن «منظومة التعليم الموحدة» التي أثنيت عليها بوصفها منصة متكاملة ورائعة.
لقد كانت هناك عدة أسباب أدت إلى هذا الخطأ (وهي لا تبرره أو تنفيه) أولها تغيير اسم المنصة، وثانيها أني كنت أزمع أن أسأل زميلاً مطلعاً أكثر عمّا ورد في مقالتي، ولكن داهمني الوقت فلم أفعل، وثالثها ما سقته في المقالة أنه «حالياً عندما يرغب الطالب بالتواصل مع المعلم خارج وقت الحصة فهو يضطر لإرسال رسالة واتس أب على جواله الخاص، كذلك فإن المعلمين يضطرون لاستخدام برامج أخرى لخدمتهم مثل قوقل فورمز Google Forms لعمل اختبارات أو إحالة الطلاب إلى اليوتيوب YouTube لمشاهدة فيلم مناسب لموضوع الدرس، وهذه كلها مجالات يمكن لـ»منصة» Platform بمعنى الكلمة أن توفرها بشكل مباشر وفي مكان واحد، وهو ما وعدت به منظومة التعليم الموحدة» فهذه الممارسات من المعلمين أشارت لي بوجود النقص ووجدته كذلك ولكن مع هذه النقائص وغيرها مما أعلن في المنظومة السابقة وغاب في المنصة الحالية، تظل منصة مدرستي هي فعلاً منصة لإدارة التدريس LMS خلافاً لما ورد في مقالتي السابقة ويستحق من عملوا عليها أن نشيد بهم ونشكرهم أجل الشكر على ما قدموه.
وبهذه المناسبة فإن مسألة تدريب المعلمين على توظيف كل قدرات المنصة هو مهمة ملحة اليوم لكي تؤتي المنصة ثمارها، سواء فيما توفر من وظائف أو فيما سيفعل أو يضاف مستقبلاً، وأؤكد هنا على ضرورة توفير أداة تسجيل صوت الطالب أو مقطع الفيديو الذي يريد أن يعمله ليرسله للمعلم كواجب أو نشاط منزلي، بدلاً من لجوء الطلاب إلى برامج خارجية أو استخدام الواتس أب، أيضاً ينبغي تمكين المعلم من تسجيل الدرس وبثه ليطلع عليه الطلاب سواء الدرس الذي يقدمه أثناء الحصة وذلك من باب إعادة التعلم، أو الدرس الذي يريد تسجيله ثم إرساله للطلاب للاطلاع عليه في وقت الحصة، وبالمثل إمكانية أن يسجل الطالب الدرس كاملاً، صوتاً وصورة، ليعيد مشاهدته فيما بعد، وهذه الوظيفة من مزايا التعلم عن بُعد وأثرها عظيم جداً لو تأملنا فيه. ومع العلم أن الطالب يمكنه أن يعد ملفاً صوتياً أو ملف فيديو ببرامج مجانية ثم يرفقه في رسالة للمعلم (عبر برنامج أوت لوك Outlook المخصص للمنصة) إلا أن بعض المعلمين لا يوافق على هذا الإجراء ويفضل الوتس أب لأنه ببساطة لا يحسن التعامل تقنياً مع مثل هذه المرفقات!
ولهذا السبب خرجت بعض الاجتهادات التي يقوم بها بعض المعلمين لتجعل من تجربة التعلم عن بُعد لبعض الطلاب مزعجة، فلجأ بعضهم مثلاً إلى اليوتيوب، حيث طلب من كل طالب أن يضع مقطع الفيديو المسجل على اليوتيوب، وهذا معناه أن كل طالب سينشئ قناة يوتيوب، وهو أمر صعب على كثيرين، هذا عدا أن الأسرة يحق لها أن تتحفظ على ظهور أطفالها في قناة عامة كاليوتيوب لهدف تعليمي يمكن تحقيقه بوسائل أخرى مثل تسجيل المقطع وإرساله بإيميل المنصة كما وضحت، وهذا كله يؤكد مرة أخرى ضرورة التوسع في تدريب المعلمين، كما يوضح أيضاً ضرورة أن توفر المنصة أدوات مساعدة ضمنها لتسجيل مقطع فيديو أو وصوت لتتجاوز مثل هذه الإشكالية، وكذلك ضرورة أن تحدث المنصة بأدوات القياس التي أوقفت مثل الاختبارات والاستبيانات (مع أن أساس مادتها متوافر حالياً في الواجبات!) لأن المعلم الجاد يحتاج إلى هذه الأدوات باستمرار وتضمينها في المنصة يوفر له السهولة، وإمكانية حفظ السجلات للرجوع إليها، كما أنه يمثل تشجيعاً للمعلم على هذا المنهج، وتأكيداً عليه كأسلوب أساسي في التدريس الفعال القائم على التعلم وتحقق الأهداف، ومرة أخرى شكراً جزيلاً للقائمين على منصة مدرستي.
** **
- مدير عام تعليم سابقاً