عامر بن فهد الصويغ
لطالما ارتبط تذوق الإبداع لدى الإنسان بملامسة مكامن الجمال من خلال الحواس بما يجعل التعبير عن بعض المشاعر المسموعة أو المقروءة أو المرئية أكثر سهولة ومرونة ومقاربةً للواقع، فقد يصلك الجمال من خلال لوحة أو قصيدة أو معزوفةٍ موسيقية أو ربما من خلال قطعة حلوى فاخرة صنعت بحب.
ما أود التطرق إليه هنا هو تقاطع الفنون الجميلة المنوعة في إيصال ذات المشاعر عن طريق ملامسة حواس مختلفة، فكم من القصائد كتبت عن وصف لوحات معينة أو صور ذات أبعاد تتعدى تلك التي تراها العين المجردة، وكم من معزوفات أُلفت عن مشاعر تعذر وصفها بحروف أو حتى كلمات.
أعتقد أن تقاطع الفنون الجميلة يكمن ويبدأ من خلال تعبيرها عن ذات الشيء وهو الذات الإنسانية وما يعتريها من مشاعر وجدانية وأفكار مختلفة نشأت من خلال المرور بحالات ذهنية ونفسية تتراوح بين السعادة والهدوء والتشتت والحزن والبهجة والدهشة إلى آخره، ونجد هذا التقاطع جليًا عندما تتذكر معزوفة وأنت تشاهد لوحة أو تتذكر قصيدة وأنت تتأمل البحر أو مشهد الغروب.
لذلك أعتقد أن الوقت قد حان لهدم الجدران الوهمية بين الفنون الجميلة على اختلاف أنواعها والتركيز على أثر تلكم الفنون في تهذيب روح الانسان وتنمية ذائقته وإيصال ما لا يقال من خلال إيقاع أو ألوان او حتى تصوير للواقع من أبعاد مختلفة وزوايا متفرقة.