عثمان أبوبكر مالي
انطلاقة جميلة ومثيرة شهدها الأسبوع الأول من دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين؛ في نسخته الخامسة والأربعين من (الدوري العام السعودي) بمختلف مسمياته وتغييراته المواكبة للتطور والتقدم الذي شهدته الرياضة والكرة السعودية. ارتقى المستوى كثيراً خلال السنوات الأخيرة بفضل الدعم الكبير الذي وجدته الفرق التي تشارك فيه وتتنافس على اللقب والمراكز المتقدمة والجوائز المخصصة للبطولة.
الجولة الأولى من النسخة التي انطلقت يوم السبت الماضي جاءت بها الكثير من المشاهد والمواقف والنتائج المثيرة والمفاجئة والجديرة بأن يتم التوقف عندها والمشاركة فيها مع القارئ الكريم لتبقى في الذاكرة، وأهمها من وجهة نظري مشهدان جميلان جداً:
الأول مواكبة الدوري لمبادرة (عام الخط العربي) الذي أطلقته وزارة الثقافة بهدف (تعزيز الثقافة العربية التي يشكل الخط العربي وعاءً حاوياً لها) حيث قامت الأندية بتعليمات (وزارة الرياضة) بتعريب أسماء اللاعبين على قمصان لاعبيها اثناء المباريات، وحددت الكتابة بأحد فنون الخط العربي دعماً للبادرة وترسيخا لها ويستمر ذلك طوال الموسم وسيكون لذلك أثر كبير على المبادرة وانتشارها بين الشباب والرياضيين بصفة خاصة وفي المجتمع بصفة عامة.
المشهد الثاني هو عودة الحكم السعودي إلى إدارة المباريات جميعها وبطواقم محلية كاملة، وهي عودة واسعة بعد شبه توقف عامين مضيا، كان فيهما الحكم السعودي مختفياً، وبرضى فيه شبه إجماع من الأندية الرياضية ومسؤوليها، والسبب في ذلك هم الحكام أنفسهم، من خلال مستوياتهم وانخفاض أدائهم وتباين قراراتهم وضعف شخصياتهم وكثرة أخطائهم في سنوات مضت، وهي أمور يمكن أن تزول بعد التهيئة التي تمت لهم، وفي وجود التقنية الداعمة والمساعدة (نظام الفار) ولن تكتمل العودة أو لن تستمر إلا بواسطة الحكام أنفسهم من خلال مواصلة العطاء الذي شاهدناه في الجولة الأولى، حيث كان حضوراً جيداً، ينبئ بإمكانية استعادة الثقة مبكراً، وخاصة أن الأندية ملزمة هذا الموسم بتقليص عدد طواقم الحكام الأجانب، ولن يكون أمامها سوى الاستعانة (بسبعة طواقم أجنبية) كحد أقصى لكل فريق، سواء على أو خارج أرضه، حسب قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم، ويتيح ذلك للحكم السعودي إدارة القدر الأكبر من مباريات الدوري هذا الموسم أكثر من الحكام الأجانب، بعد تجربة ناجحة في الجزء الأخير من الموسم الماضي، حيث أدار الحكام المحليون (37) مباراة بعد الاستئناف، وإن كان من مسببات ذلك جائحة كورونا، إلا أنها كانت ناجحة ومشجعة على الاستمرار والزيادة..
الآن الكرة في ملعب الحكام ولجنتهم الموقرة.
كلام مشفر
«شهدت الجولة الأولى من الدوري هزيمتين غير متوقعتين، الأولى كانت خسارة فريق النصر وهو المدجج بالنجوم والصفقات والأسماء الموهوبة الشابة، واعتبرها أولى مفاجآت الدوري والثانية خسارة الاتحاد، الذي كان منتظراً أن يكون في وضعية مختلفة وافتتاحية أقوى، مستفيداً من دروس العامين الماضيين.
«وأرجو أن تكون خسارة الفريقين مفيدة وجرس إنذار مبكر لهما، يوقظ وينشط اللاعبين والجهازين الإداريين ويستفيد منهما المدربان، ولعلهنا تكونان بمثابة (لقاح) الموسم المبكر للنصر نحو منصة التتويج وللاتحاد نحو استعادة الهيبة وتصحيح الأخطاء العناصرية والادائية والفنية والإدارية، خاصة الغياب الإداري الكبير الذي عاشه الفريق في أهم فترات الموسم ونحن لا نزال في أوله.
«أحد أهم المآخذ السابقة على الحكم السعودي عند إدارته المباريات المحلية، ضعف شخصيته وتباين قراراته، وخضوعه للمؤثرات المفتعلة والضغط الإعلامي المقصود، الذي يصل إلى درجة الترهيب العلني.
«ومن المآخذ أيضاً تباين القرارات ليس في مباراة عن مباراة وإنما أحياناً في المباراة الواحدة وفي ألعاب مشابهة والتغاضي عن أخطاء أسماء ولاعبين نجوم وتجاهلها خوفاً وهلعاً من سياط النقد والإعلام، خاصة في القرارات المؤثرة جداً مثل احتساب ركلات الجزاء أو حالات الطرد، ولم يعد ذلك مقبولاً على الاطلاق مع وجود تقنية حكم الفيديو المساعد VAR.
«تقارب مستويات الفرق أصبح من سمات دوري الأمير محمد بن سلمان، المباريات أغلبها صارت صعبة للغاية، وإذا كان التنافس على اللقب قد يستمر محصوراً على الفرق الكبيرة (التي احتفظت بقوتها والفوارق الخاصة بها) إلا أن التنافس على المراكز الأولى ستتسع وستدخلها فرقاً كانت تعد من الوسط والمؤخرة بل حتى الهبوط، وتراجعت فرق كانت تعد من المقدمة والمنافسة وأصبحت من فرق الهبوط، أتوقع ان نكون على موعد مع كثير من النتائج المفاجئة.