محمد ناصر الأسمري
عُرفت المروءة بأنها: «استعمال كل خُلقٍ حسنٍ، واجتناب كل خُلقٍ قبيح». وقيل «المروءةُ اسمٌ جامعٌ للمحاسن كلِّها». وقيل المروءة: «اجتناب الريب»، وقيل هي: «كَمالُ الرّجُولِيّة». وهذا يعني أن من كانت مروءته كاملةً من الرجال فقد كمُلت رجولته وعلا مقامه.
https://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=232896
خوارم المروءة
من الخوارم ما هو محرم، ومنها ما هو مكروه، ومنها ما هو منافٍ للأدب والحشمة وإن لم يكن مخالفاً للشرع، وهذه بعض منها:
الأكل في الطريق والأسواق والأماكن العامة ما لم يكن مكاناً معدّاً للطعام أو مكاناً يستتر فيه عن الناس.
التجشؤ أمام الناس وحضرتهم فهو من خوارم المروءة وقلة الأدب.
إخراج الريح بصوت مع القدرة على ضبط النفس، بخلاف ما لو خرج من غير قصد. أن يحاكي شخصاً في حركاته ومشيته وكلامه من باب السخرية وإضحاك الناس كما يفعله الممثلون والمهرجون الذين يزاولون فنهم من باب «الكوميديا».
من تكلم بالأعجمية وترك العربية من غير حاجة قال عمر رضي الله عنه: «ما تكلم الرجل الفارسية إلا خبّ، ولا خبّ إلا نقصت مروءته» وقال ابن تيمية رحمه الله: «وأما اعتياد الخطاب بغير اللغة العربية التي هي شعار الإسلام ولغة القرآن حتى يصير ذلك عادة للبلد وأهله أو لأهل الدار أو للرجل مع صاحبه أو لأهل السوق أو لأهل الديوان فلا ريب أن هذا مكروه فإنه من التشبه بالأعاجم».
الجلوس في المقاهي والأماكن المشبوهة لأنها أماكن الأسافل والأراذل.
تكتيف اليدين على الدُّبُر وهذا «فعل مستقبح عند ذوي المروءات والشِّيَم كذا وضع اليدين على القُبُل، أو العبث به أمام الناس.
المشي أمام الناس حاسر الرأس.
مضاحكة الزوجة وتقبيلها ليلة زفافها بحضرة الناس كما يُفعل في الأعراس المختلطة عند كثير من الخلق والله المستعان.
هذه بعض ما سطر في كتب فقه وقيل إنها مما لا تقبل شهادة من تكون فيه هذه السمات أو الوسوم.
لست معنيًا كثيرًا بهذا ولا أعتقد أنه يمكن أن يرفض القضاء شهادة أحد من أصحاب شركات الدواجن أو الأرانب أو الحمام، لكن ما يعنيني هو ما تفشى بين فئام من الجيل الحالي من سلوكيات مشينة بالذات ثلل من الذكور حين يتزوج شابة ليس لها خبرة كبيرة في التعامل مع الحياة الزوجية، فهي تخرج من بيت أبيها أسرتها إلى بيت أسرة جديدة قد تختلف فيها القيم ومفاهيم كرامة الإنسان.
وجدت رجالاً في منتهي الخسة والدناءة يعاملون الزوجات بصلف وحيوانية ليس فقط في الزوجية بل لفقدان الاحترام لآدمية المرأة فهذا السقيم (صواف) بعد زواج نتج عنه بنتين وابن قتر في الإنفاق الشرعي ويشترط أن تعطيه الزوجة راتبها كاملاً ولها ولأولاده 500 ريال وكيس رز والدجاج واللحم مرة في الشهر
لكن الحرة (نشمية) هذه لم تقبل استمرار العلاقة الزوجية وتطلقت منه واستقلت وصرفت على أولادها حتى تعلموا تعليمًا راقيًا دون أن تطالب ذلك الزوج بريال واحد مع أن الشرع يلزمه بالإنفاق.
أليست هذه خوارم للرجولة والمروءة؟
كما أن هنالك عديمي المروءة حين يحصل طلاق أن يمنع الزوج أم أولاده من رؤيتها وزيارتها. بعكس أناس تكفلوا بالإنفاق على بنات وأخوات دون حساب أو رد جميل، هنا أسجل بالعيب والشنار، بل العار على الأزواج عديمي الشيم والقيم، لكن خوارم المرءة بين النساء موجودة فالتعيسة (تعساء بنت تعيسان) تعامل أولاد زوجها من زوجة سابقة معاملة مهينة وهذه من سمات الغدر وقلة المروءة.