عبدالله الهاجري - الرياض:
تستضيف المملكة غداً الأربعاء ولمدة يومين، القمة العالمية للذكاء الاصطناعي تحت شعار «الذكاء الاصطناعي لخير البشرية»، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظه الله-؛ كأول قمة من هذا النوع، بتنظيم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي. ومن المقرر أن تشهد أعمال القمة، الإعلان عن إطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة، والتي تم اعتمادها مؤخرًا من لدن خادم الحرمين الشريفين -أيده الله-، حيث تأتي في سياق تحقيق تطلعات المملكة في الريادة العالمية من خلال الاقتصاد القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي. وقد أعلن معالي رئيس الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي رئيس اللجنة المنظمة الدكتور عبدالله بن شرف الغامدي أن «القمة العالمية للذكاء الصناعي» ستكون سنوية تُقدَّم من خلالها المملكة كقائد للذكاء الاصطناعي، ومركز لتشكيل مستقبل الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم، حيث تتواكب مع رئاسة المملكة لمجموعة العشرين، إذ تُعد القمة من أهم الأحداث الرئيسة على أجندة الاقتصاد الرقمي السعودية والعالمية على حدٍ سواء.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده معاليه في الرياض أمس بمشاركة معالي مدير مركز المعلومات الوطني الدكتور عصام بن عبدالله الوقيت، ونائب مدير مركز المعلومات الوطني الدكتور مشاري المشاري، للحديث عن القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي ستنعقد تحت رعاية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع في المدة من 21 إلى 22 أكتوبر الجاري. وأوضح معاليه أنه تم اختيار شعار القمة العالمية للذكاء الاصطناعي بعنوان «الذكاء الاصطناعي لخير البشرية جمعاء»، حيث سيشارك في القمة جمعٌ من صُنّاع القرار، ورواد التكنولوجيا، والباحثون والمبتكرون في مستقبل الذكاء الاصطناعي، والمستثمرون في التطبيقات الاقتصادية للذكاء الاصطناعي، إلى جانب رؤساء تنفيذيين لعددٍ من أكبر شركات الذكاء الاصطناعي، ولفيفٍ من قادة الفكر والخبراء في هذا المجال، وسيتحدثون ضمن جلساتٍ وزارية عامة وورش عملٍ متنوعة في أربعة محاور رئيسة، تتمثل في: تحديد ملامح الوضع الطبيعي الجديد، والذكاء الاصطناعي والقيادة، وحوكمة الذكاء الاصطناعي، ومستقبل الذكاء الاصطناعي، كما ستُسلط الضوء على دور الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي في القيادة الإستراتيجية للاقتصاد البديل بالتعاون مع الكثير من الجهات ذات العلاقة للإسهام في تحقيق أهداف رؤية 2030، حيث تهدف القمة العالمية إلى بناء حواراتٍ ذات أهمية عالمية، سواءً من حيث التعافي من جائحة كوفيد 19 أو التوجهات التي تشكّل مجال الذكاء الاصطناعي، وسيتم خلال القمة مناقشة بعض الإستراتيجيات الضرورية لتأسيس منظومة فعّالة ومؤثرة للذكاء الاصطناعي، وتشجيع التعاون بين القيادات في هذا المجال، وتحري الخيارات الإستراتيجية الوطنية الملائمة. وأشار إلى أن هناك طموحا من خلال «سدايا» إلى أن يكون الذكاء الاصطناعي يطلق طاقة كاملة للبيانات، ولاسيما أن البيانات مع الذكاء الاصطناعي تصنع اقتصاداً مبنياً على المعرفة وريعياً ينوع مصادر الدخل تحقيقاً لرؤية المملكة 2030. وحول رسالة المملكة للعالم بعقدها هذه القمة قال معاليه: «نقول باختصار: مرحباً بكم في بيت الذكاء الاصطناعي الجديد للعالم أجمع»، حيث تجمع هذه العبارة كل مايتعلق بشعار القمة من أن الذكاء الاصطناعي هو للبشرية أجمع، مؤكداً جاهزية المملكة لقيادة الاقتصاد المعرفي وقدرتها على أن تكون محوراً للذكاء الاصطناعي وبادل الرؤى والأفكار للخروج بصياغة للمستقبل. من جانبه أوضح مدير مركز المعلومات الوطني أن المملكة تشهد تقدما ملحوظاً في مختلف المجالات، منها مجال الذكاء الاصطناعي بفضل الله ثم بدعم القيادة -أيدها الله-، ويتمثل ذلك برئاستها لأعمال مجموعة العشرين التي تناقاش عدة موضوعات منها الذكاء الاصطناعي، حيث تتم مناقشته ضمن أعمال الفريق الرقمي للقمة، وتم الوصول لبيان وزاري ناجح تضمّن بعض القرارات والنتائج المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. من جهته أكد نائب مدير مركز المعلومات الوطني أن الموضوع الرئيس للقمة العالمية للذكاء الاصطناعي بعنوان «الذكاء الاصطناعي لخير البشرية جمعاء» يأتي لبحث ما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة للبشرية، وسيُعلَن خلال القمة عن شراكات متعددة، وكذلك فعاليتين مصاحبتين، منها مسابقة «الآرتاثون» التي تجمع الفنانين وخبراء الذكاء الاصطناعي تحت سقف واحد لإنتاج أعمال فنية مميزة عن طريق الذكاء الاصطناعي وكل ما يرتبط به من أساليب وأدوات متقدمة، حيث لاقت قبولا كبيرا، إذ شارك فيها 2000 متقدم من 50 دولة، وسيتم اختيار 10 لوحات فنية لعرضها في «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي»،
أما المسابقة الثانية فهي «تحدي نيوم» ، حيث شارك فيها طلاب وطالبات الجامعات من 40 جامعة لتقديم أفضل الحلول والأفكار المبنية على الذكاء الاصطناعي، وسيتم تتويج الفائزين في المسابقتين خلال القمة. وأشار إلى أن «القمة العالمية للذكاء الاصطناعي» تأتي في سياق تحقيق تطلعات المملكة في الريادة العالمية من خلال الاقتصاد القائم على البيانات والذكاء الاصطناعي لجعل المملكة مركزاً عالمياً للذكاء الاصطناعي. ولفت المشاري النظر إلى أنه من المقرر أن تشهد أعمال القمة الإعلان عن إطلاق الإستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في المملكة.