فهد بن جليد
رغم أنَّه لم يعلن رسمياً حتى الآن عن لقاح معتمد للقضاء على فيروس (كورونا) إلاَّ أنَّ انحسار أرقام الإصابات في السعودية وتراجعها في الأسابيع الأخيرة إلى مستويات قياسية مع ارتفاع المعدَّل العالمي, يجعلنا مطمئنين أكثر من أي وقت مضى إلى فعالية ما تم تطبيقه من إجراءات احتياطية واحترازية, وإلى الالتزام المجتمعي الذي ينم عن الوعي والفهم الصحيح لحساسية وأهمية المرحلة التي نمر بها الآن, وهذا بالتأكيد نتيجة الشفافية والثقة التي تم بها التعامل مع أفراد المجتمع السعودي طوال المراحل الصعبة للجائحة.
تذبذب معدلات الإصابة العالمية كان نتاجاً طبيعياً للانفتاح غير المدروس الذي يتم دفع ثمنه اليوم في بعض الدول, إضافة للفهم الخاطئ بانتهاء خطر الجائحة, فالصور التي تأتي من أماكن عديدة في العالم توحي بذلك, ولأنَّ الرهان يبقى على ثقافة ووعي الشعوب والسياح والزائرين ومدى تطبيق الإجراءات والالتزام بها, تبقى التجربة السعودية - بحمد الله- وبشهادة الزائرين والمنظمات الدولية من أكثر التجارب العالمية نجاحنا في مواجهة الجائحة بحزمة من الخطوات الفاعلة التي آتت ثمارها بشكل مدروس, ومن خلال ما نراه اليوم من انخفاض في أعداد الإصابات والوفيات والحالات الخطرة, وارتفاع معدلات التعافي.
يوما ما سننزع (الكمامة) للأبد, وسنتحدث عن الجائحة كذكرى ونحن سعداء بما تحقق للسعوديين من نجاح في مواجهتها من بين شعوب الأرض، وحتى ذلك الحين لن نتخلص منها سريعاً دون وعي, حتى لا ترتبط الذكرى (بألم) -لا سمح الله-.
وعلى دروب الخير نلتقي.