أحمد المغلوث
حتى اليوم والعالم كل العالم يتابع بخوف وملل كريه «فيلم الرعب كورونا» ومنذ تفشّى المرض للمرة الأولى في مدينة ووهان الصينية في أوائل شهر ديسمبر عام 2019م. أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا في 30 يناير أن تفشي الفيروس يُشكل حالة طوارئ صحية عامة تبعث على القلق الدولي، وأكدت تحول الفاشية إلى جائحة يوم 11 مارس. وها نحن وغيرنا مازلنا نتابع بقلق آخر الأخبار والمستجدات. وتواصل الفضائيات المختلفة في دول العالم بث كل جديد بل أنها تنقل مباشرة وعبر موقع (Coronavirus Pandemic ) آخر الأرقام لحظة بلحظة بل هناك من تابع طوال الشهور الماضية ما تبثه هذه الشاشة أومن خلال هاتفه أو بين أفراد أسرته يتابع بشغف وشيء من الخوف. والناس في كل مكان عيونهم مسمرة على أحداث هذا الفيلم الذي لو شاهده مخرج الرعب «الفريد هوتشكوك» لتمنى أن عاش حتى اليوم ليعد فيلماً منافساً وبقوة لما حدث ويحدث في كل دولة من دول العالم وليجسد بمصداقية وخوف ووجل ما حدث في كل بيت وأعاد تصوير كيف سارت الشاحنات بهدوء وصمت وهي تحمل الآلاف من ضحايا «كورونا المستجد» بل أن مختلف وسائل الإعلام المقرءة والمسموعة والمرئية تتسابق لنقل التصريحات والبيانات اليومية لمختلف الحالات المصابة والمتعافية والتي رحلت إلى رحمة الله.
نعم جميعنا نتابع يومياً هذا الفيلم «الكوروني» الممل والمرعب والذي استمر طوال الشهور الماضية وما زال يواصل بثه القميء وسط امتعاض من الأخبار المصورة عن ضحاياه وكيف ينام الآلاف من المرضى على أسرتهم ما بين أمل ورجاء أن يتجاوزوا محنتهم مع هذا الوباء وألسنتهم الصامتة والمتعبة في حالة دعاء وتوسل للخالق عز وجل أن يأخذ بيدهم وأن يمنحهم الشفاء العاجل غير آجل. أما الملايين من البشر فهم ومن خلال ما يصلهم من أخبار وتصريحات مختلفة بل وحتى متناقضة، إن هذا الفيلم سوف يستمر عرضه. صحيح أنهم علموا متى بدأ ولكنهم لا يعلمون متى ينتهي. والمثير للخوف والقلق أن ملايين من البشر تقطعت بهم السبل. فلا عمل. ولا دخل خاصة في الدول التي أوقفت العمل في المصانع والشركات. وحتى في العديد من النشاطات والفعاليات ذات العلاقة بتوفير دخل لمواطنيهم.. وها هي المملكة وكعادتها تمد يدها الإنسانية لتدعم الدول المتضررة من «الجائحة» وعشرات من الدول رفعت راية الاستسلام أمامها صاغرة، بل ولم تخف حاجتها لمساعدة صندوق النقد الدولي.
ومع ذلك فما زال الناس في دول العالم يعملون «اون لاين» ويأكلون ويشربون ويمارسون حياتهم وهم في ربوع «الحجر» الاحترازي البغيض ويتابعون أمام الفضائيات أحداث فيلمهم الطويل.. ومع هذا وفي كل لحظة البعض منهم ينتظر مفاجأة كأن يعلن عن توقف الوباء وهروبه من كل مكان ليعود أدراجه من حيث أتى. ووسط هذا الانتظار والأمل والتطلع تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فها هي دول كبرى تعود من جديد من حيث بدأت فتعلن عن الإغلاق الشامل والجزئي.. بل ونرى الاهتمام الرئيسي للصحف البريطانية وهي تشير للزيادة الكبيرة التي شهدتها بريطانيا مؤخراً في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، مع بدء الموجة الثانية للوباء، وتحذير في العديد من الدول أنها قد تشهد أعداداً ضخمة من الإصابات في حالة عدم الالتزام بالإجراءات الاحترازية المختلفة. وما زال الفيلم مستمراً.