عبد الله باخشوين
تصميم شبه موحد لمختلف (ألوان) فانيلات أندية (دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين) تمثل في توحيد كتابة أسماء اللاعبين…مواطنين…وعرب…وقوميات مختلفة، تحت أرقام (الفانيلات) التي لم يخلو بعضها من (معالم) زخرفة إسلامية موحية.. كتبت الأسماء بطريقة مستلهمة من (خط الثلث) الذي تشتهر به إبداعات الخطاطين الإسلاميين المبدعين المشاهير في الهند وباكستان وتركيا.
وهي بادرة جميلة وموحية تساعد (المشاهد) الذي لا يجيد قراءة (أحرف الخط) بنطقها الإنجليزي المعتمد في مختلف أنحاء العالم، على قراءة أسماء اللاعبين والاستمتاع بجمال الخط العربي الموحي الذي كتبت به.
وإن كنت لا أدري كيف ستحل هذه (المعضلة) في اللقاءات الدولية بالنسبة (للوصف والتعليق) ممن سوف (يعلق) بلغة أجنبية ..طبعا لا حاجة للقول إن المدرب (الأجنبي) سيعرف لاعبيه بطريقة (تقليدية).
لا تحتاج للنظر لأسمائهم على ما يرتدونه.. ولا أدري كيف سيكون (حال)، فانيلات..لاعبي (المنتخب) ولا أعرف بأية (لغة) ستكتب الأسماء على (شعار المملكة) الذي يتشرفون بارتدائه.
ومازلت أذكر المعلق السعودي الشهير.. وهو يعلق على نهائي كأس العالم 1982 بين إيطاليا وألمانيا، الذي فازت به إيطاليا (3-1) فقبل الهدف الثاني وصلت الكرة لـ(شريا) الذي يرتدي فانيلة رقم (7) فتلكأ داخل منطقة الجزاء بحثاً عن لاعب مناسب.. وقبل أن يمرر الكرة لـ(ترديلي) الذي سجل الهدف.. بلغ حماس (زاهد قدسي) رحمه الله، فأخذ يصرخ وقد نسي اسم (شيريا).. وقال على طريقة أهل مكة المكرمة: (ياهو.. العب يا عمنا يا رقم سبعة).
طبعا هذا لا يلغي سعادتي كـ(لاعب حواري سابق) ولا سعادة كل جماهير الرياضة السعودية ببدء انطلاقة الدوري السعودي الذي يعد أهم دوري عربي على الإطلاق .. ولم تتأثر (سعادتي) أو يتأثر (انسجامي) باعتباري من مشاهدي (التلفزيون) ولم أدخل ملعب كرة قدم.. بعد أن (عقلت) إلا مرتين في مرافقة (محمد) ومرافقة ابني (فاروق) في أول مرة يشاهدا فيها المباريات من داخل الملعب.. وكان الاتحاد طرف أساسي فيها.. وفاز (طبعا) وطلعنا من الملعب ونحن نصفق ونغني:
-اوووه..يا اتي...ياموج البحر.
أما الآن فأصبحت مباريات كرة القدم عندنا أكثر متعة وتشويقاً.. لأن الأندية أصبحت تضم من اللاعبين المحترفين.. ما يجعلك غير قادر على التنبؤ.. بالنتائج كما كنت تفعل أيام زمان.
أما جماهير الملاعب الذين لا تكتمل متعتهم إلا بمشاهدة تمتع (الناظرين)، فتكون بمدرجات مليئة وهتافات وحماس قد تتخلله بعض الشتائم.. وأهازيج ممتعة وتحرر من قيود العمر والرزانة والخروج بجسد منهك وروح حرة منطلقة.. أو خيبة أمل وحزن بغيض وشعور بالندم.
هذه الجماهير لا أملك إلا أن أتعاطف معها وأدعو الله أن يزيل (الغمة) عن نفوسنا وبلادنا والعالم من حولنا.