سام الغُباري
قال «عادل الجبير» ذات لقاء، إن تأسيس إيران للميليشيات الموالية لعنصريتها العرقية، واتجارها في تهريب السلاح والمخدرات أصبح «سلوكًا»، وهو بالطبع «سلوك» لا تمارسه الدول، بل العصابات.
هذه الأيام دخل التهريب الإيراني مجالًا آخر بإعلانه «حسن ايرلو» سفيرًا مطلق الصلاحيات في «صنعاء المحتلة»، وعندما تساءل اليمانيون باستغراب: كيف دخل بلادهم، وبأي وسيلة تهريب وصل؟ تجد الجواب صمتًا هبط على ألسنة الحوثيين الذين أزعجوا وسائل التواصل الاجتماعي بالحديث عن «السيادة اليمنية» بدعوى أنهم «زعماؤها»، فيما أثبتت إيران عبر وكالة أنباء فارس أنهم مجرد «شيعة شوارع» لا قول لهم ولا رأي في حضرة حاكم صنعاء الفارسي الجديد.
أما كيف دخل إلى صنعاء؟ فالأرجح أنه كان فيها منذ فترة طويلة بحكم خبرته في الأسلحة المضادة للدبابات والطائرات، وقالت دراسة متوفرة على الويب بعنوان: (حزب الله كذراع إستراتيجية للنظام الإيراني) إن «ايرلو» كان قائد التدريبات على الأسلحة المضادة للطائرات في العام 1999م في معسكرين أساسيين استعملتهما «قوة القدس» لتأهيل نشطاء الإرهاب الأجانب وهما معسكر «الإمام علي» في طهران ومعسكر بهونار الذي يقع في مدينة خرج، شمالي طهران.
عقب فشل الحوثيين في غزو مارب والجوف، وتكبدهم خسائر مهولة في الأرواح والعتاد، حاولت إيران الدفع بهذا الإرهابي المختبئ في صنعاء إلى العلن لتجعله «سفيرًا مطلق الصلاحيات» في محاولة لتحقيق نصر دبلوماسي يرمم أشلاء عناصرهم المهزومة، إلا أن غرور طهران أظهرها فعليًا كـ»حاكمة» لصنعاء المحتلة، وأن حسن أيرلو هو المندوب السامي لمرشد إيران وحاكم صنعاء الفعلي.
تتقوَّى إيران من خلال جالياتها الفارسية التي عاشت في اليمن ردحًا طويلًا دون أن يعلنوا عن ولائهم المطلق للأرض التي اقتحموها شاهرين سيوفهم منذ الغزوة الفارسية الأولى على صنعاء، وتمرغوا بين أنساب ادعت وصل بيت النبوة لتحقيق حلم قداسة دينية، وبين إسلام قالوا إنهم اعتنقوه، لكن ما حدث إن كل ذي أصل فارسي في اليمن بقي مواليًا ومشدودًا إلى قِبلة أسياده في إيران، فاشتغلوا في صناعة الكتب والمذاهب الغرائبية وخلق الأساطير التاريخية عن عناصرهم الإجرامية، وإسقاط اليمن في بؤرة «الإمامية» كنظرية عنصرية.
لم يعد من الممكن اليوم القبول بأن الحوثيين في المدى المنظور قادرون على التخلّي عن إيران لإنجاز مصالحة داخلية يرعاها العرب ولا تهددهم، وأن كل من يروِّج هذه الطرفة السوداء قد يكون حوثيًا مستترًا بجلابيب كثيرة، وأسوءها جلباب العروبة، وأخطرها النسب الزائف والكاذب إلى بنوة رسولنا محمد صلوات الله وسلامه عليه.
فهل من مُدّكر؟
.. وإلى لقاء يتجدد