صيغة الشمري
تخيل أن ترضى بأن الرداء الذي ترتديه أمك مهتريء بنسبة 70 في المائة، لم يبق منه سوى ما يقارب ربعه صالحاً للاستعمال، ألا تشعر بغصة ووخزة ضمير تجتاح روحك وتجعلك تحاول بكل ما أوتيت من قوة أن تكفر عن تقصيرك وعقوقك، إنها أرض بلادنا، وطننا، أمنا الغالية، تدهور الغطاء النباتي الذي ترتديه بسبب رعينا الجائر، ونهبنا 120 هكتاراً من الشجر بسبب جورنا في احتطاب ردائها الجميل، جرب في أي بلد في العالم بأن تحاول قطع شجرة أو صيد طائر وستجد العشرات من مواطني البلد قد حاولوا منعك بشتى الطرق، لأن الوطن أم، لن يخربها أبناؤها، بل على العكس يحرص الجميع على أمنهم البيئي الذي هو جزء لا يتجزأ من أمنهم الوطني، قبل سنتين حذرت دراسة علمية متخصصة من خطر تدهور البيئة في السعودية، كما كشفت الدراسات أن التكلفة السنوية للهدر البيئي في المملكة وصلت إلى نحو 86 مليار ريال سنوياً، وأنه يتم اصطياد 12 مليون طائر سنوياً، وأن 79 في المائة من المياه المستهلكة في المملكة هي مياه جوفية غير متجددة، أرقام مروعة ومخيفة لا تجعلنا نتعاطف مع أولئك الذين يعبثون في أمننا البيئي مع كل هجرة للطيور أو مع كل قدوم لفصل الشتاء لبيع الحطب بطرق غير نظامية غير مدركين لمدى خطورة مخالفاتهم وتأثيرها في الجميع، إن الإضرار بالأشجار والنباتات ودخول المحميات الطبيعية دون ترخيص والبحث عن الآثار والمعادن ونقل وتجريف التربة والصيد غير النظامي تعد مخالفات بحقنا جميعنا لأنها تعرض أرضنا لخطر التصحر والعطش، يجب علينا جميعاً أن نتعاون وندعم دور القوات الخاصة للأمن البيئي بكل ما أوتينا من قوة وأن نحرص على سلامة جسد الوطن كما نحرص على سلامة أجسادنا، انتصروا لقلوبكم التي تعتصر ألماً كلما شاهدت مكاناً جميلاً في بلادنا وقد خربه المستهترون بقطع شجيراته أو حرقها أو تشويه المكان بإشعال نار بشكل غير نظامي وغير إنساني، دعونا نتساعد ونتكاتف في تجهيز رداء لأرضنا يعبر عن حبنا لها، فالمواطنة تقتضي الأفعال قبل الأقوال.