تسعون عاماً لواءُ العزِّ مرفوعُ
وراية المجدِ فيها الحقُ مطبوعُ
سارت إلى أفقٍ يُدني إلى أفقٍ
مكللٌ بهدى الرحمن مدفوعُ
ما رفرفت فوق شبرٍ من ثرى وطني
إلا تولى وزال الخوفُ والجوعُ
لمّا بدت من جبين الشمس رايتنا
خضراء أعشب منها السهل والريعُ
كنّا قبائلَ شتى في تناحرنا
كأنما الخلفُ بين الناسِ مزروعُ
كأنما شرعة الرحمن قد رفُعت
ومنطق الغابِ بين القومِ مشروعُ
العلمُ منحسرٌ والجهلُ منتشرٌ
والخوفُ مستعرٌ والصلحُ ممنوعُ
لو قلت عادت عصور الجهل ثانيةً
فإن قولَك مقبولٌ ومسموعُ
فأنشأ الله من نجدٍ سحائبهُ
فأمطرت وابلاً بالخير منقوعُ
وأشرفت من ثنيّات الفتوح ضُحىً
خيولُ عزٍّ عليها النصر مرفوعُ
عبدُالعزيزِ على صهواتها يَثِبُ
والجهلُ قدّامه - لا شكَ - مصروعُ
حتى أضاءت بعدل الحقِ ظلمتها
وفُجّرَ الخيرُ فيها فهو ينبوعُ
وأصبحت دانةَ الدنيا وزينتها
وموئلَ الناسِ إن ضِيموا وإن رِيعوا
وسار أولادهُ من بعده قُدُماً
شادوا كما شادَ والميمون متبوعُ
حتى استقرت بكفي ضيغمٍ بطلٍ
سلمانَ، خصمُكَ يا سلمانُ مقطوعُ
يسوس مُلْكاً بحلمٍ غيرِ مؤتشبٍ
كأنما الخير في يمناه مجموعُ
سيري بلادي فإن الخيرَ موعدُكِ
وأنتِ للخيرِ عنوانٌ وموضوعُ
** **
- محمد بن نافع بن شاهر الصاعدي