واس - الرياض:
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- تسلَّم معالي وزير التعليم الدكتور حمد بن محمد آل الشيخ، البيان الختامي لمجموعة تواصل الشباب 20 (Y20) التي انعقدت افتراضياً من 28 إلى 30 صفر 1442هـ الموافق 17 إلى 15 أكتوبر 2020م، مختتمةً بذلك أنشطة المجموعة لهذا العام.
وقد ألقى معاليه كلمة خادم الحرمين الشريفين التي أكد فيها -أيده الله- حرص الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين على الاستماع إلى توصيات مجموعة الشباب 20، من خلال مختلف اجتماعات مجموعات العمل التي تمت دعوتهم لها، مشيراً -حفظه الله- إلى الاهتمام الاستثنائي الذي يوليه قادة مجموعة العشرين لمناقشة السياسات المتعلقة بالشباب وتعليمهم وعملهم، فهم طاقة المستقبل الحقيقية، وتظل معالجة التحديات التي تواجههم وحماية وظائفهم، خاصة في ظل الظروف الحالية في طليعة أولويات عمل مجموعة العشرين وفي قمة اهتماماتها.
وفيما يلي نص الكلمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
في البداية، أود أن أشكر مجموعة الشباب 20، وممثلي المجموعة من دول العالم كافة على عملهم الاستثنائي خلال سنة الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين على الرغم من التحديات غير المسبوقة. كما أود أن أشكر مؤسسة مسك الخيرية ومركز الملك عبدالعزيز الثقافي (إثراء) على قيادتهما لأعمال المجموعة هذا العام، والتي ركزت على إشراك الشباب من أنحاء العالم كافة وليس فقط دول مجموعة العشرين، في تطوير السياسات الاقتصادية والاجتماعية التي من شأنها تعزيز دور الشباب في المجتمع.
وكنا قد اطلعنا على بيان مجموعات التواصل المشترك قبل انعقاد قمة القادة الاستثنائية لمجموعة العشرين في شهر مارس الماضي، والتي عنيت بمناقشة سبل التعاون في مواجهة جائحة كورونا.
أبنائي وبناتي.. يعتبر الشباب عصب المجتمع النابض بالحياة، وأنتم المستقبل، حيث يضيف كل فرد منكم من مختلف دول العالم رؤى مهمة في تشكيل السياسات والتوصيات للقادة، كقيادات شابة لمستقبل واعد.
إن تنوعنا الثقافي هو أحد المكاسب المهمة التي يجب أن نوظفها لإيجاد حلول للقرن الحادي والعشرين، حيث شجعت وجهات نظركم المتنوعة والمناقشات الثرية على تقديم فكر جديد للنظر في المشكلات والتحديات التي قد تواجهكم في المستقبل واقتراح الحلول للتصدي لها.
ولقد حرصت الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين خلال هذا العام على الاستماع إلى توصياتكم من خلال مختلف اجتماعات مجموعات العمل التي تمت دعوتكم لها. وبناء على ما اتفقنا عليه كقادة لمجموعة العشرين خلال قمة القادة الاستثنائية فإن جهودنا متمركزة حول إيجاد لقاح لجائحة كورونا ومكافحة تبعاتها الصحية والاجتماعية والاقتصادية.
إن المحافظة على الإنسان وحياته وكرامته من أهم أولوياتنا كقادة لدول مجموعة العشرين، حيث أولينا اهتماماً استثنائياً لمناقشة السياسات المتعلقة بالشباب وتعليمهم وعملهم، فأنتم طاقة المستقبل الحقيقية. وسيكون تركيز مجموعة العشرين في الفترة القادمة على ناحيتين رئيسية، وهي حماية الأرواح واستعادة النمو لتجاوز الجائحة.
وتظل معالجة التحديات التي تواجه الشباب وحماية وظائفهم، خاصة في ظل الظروف الحالية في طليعة أولويات عمل مجموعة العشرين وفي قمة اهتماماتها.
ولا يمكننا أن نخطط لمستقبل الشباب من غير مناقشة مستقبل العمل حيث إنه في ظل التطورات التقنية والتغيرات الديموغرافية الحاصلة، يتطلب ذلك استحداث وظائف جديدة وتحديث مفاهيمنا حول طبيعة العمل، وضرورة مواكبة هذه التغيرات عبر تأهيل المجتمع كافة لاكتساب مهارات جديدة أو صقل المهارات المكتسبة، خاصة النساء
والشباب. وتعتبر هذه المواضيع ذات أهمية بالغة لنا في المملكة العربية السعودية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030 ولما تحتويه من نطاق واسع لتمكين الشباب وتنمية مهاراتهم، إضافة إلى تفعيل الطاقات الشابة في مجالات العمل التطوعي لنشر ثقافة الحوار وتحقيق التميز في العديد من المجالات إقليمياً وعالمياً.
وفي ضوء الجائحة التي نمر بها، تظهر مجدداً أهمية توفير فرص للشباب لبناء مستقبل اقتصادي واعد وقوي ومناسب للأعمال كافة، سواء كانت خاصة أو عامة أو حرة، وحماية الشباب أيضاً في قطاعات الأعمال كافة، حيث نعمل في رئاسة مجموعة العشرين على تكثيف الجهود لتقوية أساليب الحماية الاجتماعية وجعلها أكثر شمولية. كما نولي ريادي الأعمال اهتماماً كبيراً ومتابعة مستمرة لضمان تسهيل دخولهم لسوق العمل، مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية تطوير أساليب النفاذ والشمول المالي.
إن التعامل مع الجائحة أوضح الحاجة لتعزيز المرونة على المدى الطويل، وذلك بدعم مستمر ومتمحور حول أجندة 2030 للتنمية المستدامة والشاملة وتقليص الاختلالات في المساواة وتكافؤ الفرص. ونتطلع في قمة الرياض إلى الخروج بحلول ومبادرات تعزز دور مجموعة العشرين فيما يتعلق بالاستجابة الدولية الموحدة لمواجهة جائحة كورونا وآثارها الاقتصادية والمالية والاجتماعية.
وفي الختام، كنا نأمل أن تقام هذه القمة فعلياً في المملكة العربية السعودية التي تقوم بواجب الاستضافة، ولكننا نطمح لزيارتكم لنا هنا بعد انجلاء هذه الجائحة -بمشيئة الله-. نتمنى لكم قمة ناجحة، ونتطلع إلى تلقي بيانكم الختامي. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وكانت قمة مجموعة تواصل الشباب 20 (Y20) قد انعقدت برئاسة رئيس مجموعة الشباب لعام 2020 مدير المبادرات في مؤسسة مسك الخيرية وعضو مؤسسة القيادات العربية الشابة الأستاذ عثمان المعمر، وبمشاركة وفود ممثلة لصوت الشباب من أكثر من 23 دولة، وتمحورت نقاشات القمة حول ثلاثة مواضيع رئيسية هي: مواكبة المستقبل، وتمكين الشباب، والمواطنة العالمية، وتم طرح موضوعات عن الشمولية والقيادة الشابة وفرص ما بعد الجائحة، والمهارات المستقبلية والتوظيف وريادة الأعمال، وتعدد الثقافات والعولمة والتعافي المستدام. وشارك الشربا السعودي لمجموعة العشرين معالي الدكتور فهد بن عبدالله المبارك في قمة مجموعة الشباب 20، مشيدًا بدور مجموعة تواصل الشباب هذا العام في إثراء أعمال مجموعة العشرين عبر استعراض وجهات نظر فئة الشباب.
وقال معاليه: «نحن على يقين بأن الشباب من جميع أنحاء العالم يلعبون دورًا مهماً ليس فقط في تشكيل مستقبلهم ولكن أيضًا في تشكيل مستقبل العالم أجمع، ولهذا السبب نحن حريصون على سماع توصيات مجموعة تواصل الشباب 20 في هذه الدورة».