د.عبدالعزيز العمر
لا يمكن لأي مؤسسة تعليمية (أو حتى غير تعليمية) أن تحلق في سماء الإنجاز والإبداع بدون الجناحين التاليين: الثقافة (Culture) والهيكل التنظيمي (Structure). وعندما يصيب الخلل أي من هذين الجناحين فإن النتيجة المحسومة والمنطقية هي تخلف المؤسسة التربوية. وطالما كانا هذان الجناحان بهذه الأهمية في أي عماية تطوير مؤسسي تعليمي، فكان لابد من تسليط الضوء عليهما. دعونا نتناول الثقافة كجناح تطويري أول، الثقافة هنا هي وصف أو تعبير لما ساد وشاع بين أفراد المؤسسة التعليمية من منظومة قيم العمل مثل: احترام الوقت، حب إتقان العمل، الرغبة في التعاون والعمل بروح الفريق، الاحترام المتبادل بين منسوبي المؤسسة التعليمية، الرغبة في تطوير الذات، حب الانتماء للمؤسسة التعليمية، احترام آراء الآخرين، وهنا يمكن القول إنه لا يمكن تصور أن تحقق أي مؤسسة تعليمية أي إنجاز إذا غابت عنها مثل تلك القيم الرفيعة. ومن أبرز الشواهد على ارتباط سيادة قيم العمل تلك بجودة الإنجاز ما كشفته تجربة المجتمع السعودي في وقت من الأوقات مع مؤسستي معهد الإدارة العامة وشركة أرامكو. أما الجناح الثاني للتطوير فهو الهيكل التنظيمي، ونقصد تحديدًا نمط الاتصال والتواصل بين قطاعات وأفراد المؤسسة التعليمية، أحيانا يكون الهيكل التنظيمي عائقًا يستهلك الوقت والجهد بما يحول دون تحقيق الأهداف، خصوصًا عندما تحكم المركزية والبيروقراطية قبضتها على المؤسسة التعليمية على حساب الإنجاز، عندما تصل البيروقراطية إلى المدرسة فأقرأ الفاتحة على التعليم.