نعمة الأمن والأمان من أجل نعم الله على العباد، ففي الحديث: (من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا) رواه الترمذي، وفي ظل الأمان تستقر الحياة، ويأمن الناس على دينهم وأنفسهم وأعراضهم وأموالهم، ولقد كانت بلادنا في فترات من الزمن بعد سقوط الدولة السعودية الثانية قبل عهد الملك عبدالعزيز تعيش في تفكك وخوف مما كان هم أهلها أن يأتي اليوم الذي يعزز فيها الأمن والاستقرار. فالأمن أساس ازدهار الحضارات، واطمئنان الأمم ورقي المجتمعات، وكان أهل تمير يرقبون التحركات التي يقوم بها الملك عبدالعزيز في سبيل لم شمل الوطن.
ففي عام 1318هـ كانت هناك منافسة قائمة بين مبارك الصباح وعبدالعزيز بن رشيد فهم ابن رشيد بالإغارة على الكويت وحاول مبارك الصلح معه ولم يوفق فجمع مبارك أنصاره لصد هجوم ابن رشيد، وكان من ضمن هذا الجيش الإمام عبدالرحمن وابنه عبدالعزيز واجتمع معهم حشد كبير ساروا حتى وصلوا الشوكي، وهذا المكان قريب من تمير ويقع في الشمال منه وجلسوا حول أحد غدرانه وبلغ الجمع نحو عشرة آلاف مقاتل. فكر الملك عبدالعزيز وهو في الشوكي بفتح الرياض فليس بينه وبينها إلا مسافات قليلة وعرض على مبارك خطته الحربية وهي أن ينفرد بقوة يزحف بها على الرياض ويداهمها فيضطر ابن رشيد أن يقاتل جيشين في مكانين مختلفين، ووافق مبارك وانطلق الملك عبدالعزيز في مقدمة مئات من المقاتلين يريد الرياض وبقي والده مع مبارك. فاجتاز الملك عبدالعزيز ما بين الشوكي والرياض في يومين إلا أن الأخبار بعد ذلك وصلت بهزيمة مبارك وعليه أن يتجنب الرياض درءاً للخطر الذي قد يصل إليه فقد كانت فكرة المحاولات الأولى لفتح الرياض من الشوكي
وعند قدوم الملك عبدالعزيز من الكويت ودخوله بلد الرياض عام 1319هجري سار معه رجال مخلصون سعيا منهم في توحيد البلاد حيث عانوا مرارة ضعف الأمن والتشتت والتفكك.
وكان أهل بلد تمير من إقليم سدير ممن شارك في توحيد البلاد وكان يخرج من تمير للغزو والفتوحات ستة ركائب في الأحوال العادية ويتضاعف في حال الشدة ويسمى جهاد مثني، وقد شارك العديد من أهل تمير في هذه الغزوات كما شارك أهل تمير في اجتماع الجمعية العمومية عام 1347هـ حيث اجتمع أمير تمير عبدالله بن فايز مع الملك عبدالعزيز مع عدد من العلماء والأمراء والقادة والمجاهدين في الرياض وهو المسمى اجتماع الجمعية العمومية في نجد فقد كان اجتماعاً كبيراً جداً يدل على قوة التلاحم بين الشعب والملك عبدالعزيز- رحمه الله-. وممن شارك في من أهل تمير في الغزوات حمد بن إبراهيم الفيصل والذي ولد في تمير عام 1300هـ تقريباً وطلب العلم على كتاتيب أهل تمير مثل الشيخ إبراهيم بن هليل والشيخ عثمان بن ركبان، كما شارك مع الملك عبد العزيز في عدة غزوات من أهمها فتح الأحساء عام 1331هـ وكان من ضمن الذين تسلقوا سور الكوت (حصن في الهفوف) مع عدد من الرجال منهم ابن نفيسة وغيره وأبلوا في ذلك بلاء حسناً ولما استتب الأمن في البلاد وتوحدت المملكة العربية السعودية عام 1351هجري طلبه الملك عبدالعزيز ليكون مرافقاً له لكنه اعتذر وقال كلمته المشهورة (أهم شيء الأمان وقد تحقق) هكذا كان هم الرجال المخلصون لا يهمهم منصب ولا مال إنما همهم الأمن والأمان وقد توفي- يرحمه الله- في تمير عام 1375هـ نسأل الله أن يديم نعمة الأمن والأمان على هذه البلاد ويكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن.
المصادر
1- رواية شفوية الأستاذ محمد بن حمد إبراهيم الفيصل
2- بلدان نجد قبل 100عام
3- كتاب تمير سلسلة هذه بلادنا
** **
محمد بن عبدالعزيز الفيصل - مدينة تمير