فهد بن جليد
الإغلاق لم يكن الخيار العالمي (الوحيد) لمواجهة فيروس (كورونا)، الصين بدأت أولاً بالخطوة وتبعها العالم لاحقاً، فلا أحد يريد تحمل التبعات والمسؤوليات تجاه فيروس شرس وغامض لا يفرق بين الحدود والإمكانات للدول والشعوب، الاقتصادات العالمية دفعت الثمن بشلل (شبه كامل) أصابها، من المؤكد أنَّ النتيجة كانت مرضية رغم الألم، فالعالم تجنب ضربة أقسى وأصعب وخسارة أكبر بتلك الإجراءات المريرة، اليوم تتشابه ظروف (الموجة الثانية) مع الأعراض التي سبقت (الموجة الأولى)، الفرق أنَّ الدول لم تعد تقتدي بالصين كما حدث سابقاً، وإن أعلنت دول أوروبية العودة للإغلاق من جديد لمواجهة (الموجة الثانية) للفيروس.
الحال ذاته ينطبق على الأفراد والعائلات، التعايش مع الأزمة الصحية بوعي أكبر وفهم أوسع وأشمل، تجربة ثرية تضمن أنَّ الناس لن يعودوا إلى (المربع الأول) من الخوف والهلع والغموض، معرفة الحدود الطبيعية وتقدير الدوائر الحمراء الخطرة، تضمن بقاء الجميع على بعد مسافة كافية وآمنة، هذا نتاج طبيعي للعمل التوعوي والتثقيفي الشفاف من الجهات الصحية في المدة الماضية، وهو ما يسهل من عملية صد (الموجة الثانية) لانتشار الفيروس عند حدوثها -لا سمح الله- فالكل يراهن على وعي والتزام أفراد المجتمع، وإن سجلت تصرفات غير مسؤولة وتراخ من البعض، إلاَّ أنَّها تبقى محدودة.
في الأيام القليلة الماضية شهدت أرقام الإصابة ارتفاعاً طفيفاً بعد مرحلة التراجع المستمرة، هذا المؤشر لم يكن مرضياً، وبدأت وزارة الصحة بقرع الجرس من جديد للتنبيه، ما يتطلب منا مزيداً من التكاتف والتفاعل بجدية وبشكل سريع، لنسهم في تحول مؤشر الإصابات بـ(كورونا)، ونعيده للهبوط مرة أخرى، المجتمع الناضج والواعي والمتكاتف سيفعل ذلك حتماً، ليبقى بلدنا نموذجاً في التعامل مع الأزمة في كل فصولها ومراحلها.
وعلى دروب الخير نلتقي.