لامع الحر، بماذا أبدأ؟ ومن أين؟ من الأول أم من الآخر؟ قد لا أجيد التعبير. سأفتش عن كلمات وأوصاف تليق بك، سأظل كما أعرفك بكل صراحة.

حقيقة إن الزواج من شاعر مهمة صعبة! ولكن الحب هو الذي يجمع القلوب والشاعر إنسان حسّاس جداً، وعلى زوجته أن تفهمه، وأن تترك له حريته. فلا وقت ولا دوام ولا شروط لأن الشاعر ينبوع لا ينضب ولا ينحسر فهو حر في اختيار الوقت الذي يريد لأن الشاعر يخصص كل أوقاته للشعر. أحياناً يستيقظ من النوم ليدون الأبيات تمامًا كولادة الطفل. فالقصيدة تخرج من قلب الشاعر وعلىّ أن أساعده وأن أكون معه، أفرح معه أستمع إليه ولا أحاسبه أو أضيق عليه. أحاول أن اشغل نفسي بأي شيء ولا أعكر صفاء ذهنه.

لامع الحر، أحب أشعاره وأقرأه بمتعة لا مثيل لها. كيف لا وهو زوجي وحبيبي وأحس بأن كل كلمة يكتبها: لي فيما حصّة.

لامع الحر، هو اسم على مسّمى، فهو لامع وهو حر. في حياته هو الأب الحنون الذي لا يتهاون أبداً في تربية أولاده له بنت «مدى» وولد «عارف» هما كل حياته بعد رحيل زوجته الأولى. فكانت صدمة كبيرة دفعته إلى الانكفاء عن العالم؟!

فكان الأم والأب الحنون في آن واحد، حتى كبر الصغار وهما الآن في ريعان الشباب -حفظهما الله- ثم التقينا وعصفت في قلبه رياح الحب. فأرادنا التّعويض عن الحرمان خلال السنوات الماضية. فتزوجنا على الرغم من الصعوبات التي واجهتنا وبدأنا من حيث انتهينا فأشرقت شمس الأمل في النفوس.

لا مع الحر رجل محب حنون، كريم النفس، مرح دائماً حاضر حتى خلال سفره للخارج للمشاركة في مهرجانات الشعر يتصل بنا للاطمئنان علينا.

حياتنا باختصار حب تفاهم وانسجام مهما افترقنا وأينما كنا يجمعنا الحب. نحن نتكامل مع اختلاف الزمان والمكان وأحيانًا أسأله عن حياته الماضية: لماذا بقيت كل هذا الوقت وحيداً ولم تتزوج؟ فيجيبني لم يكن سهلٌ علىّ الزواج! أنا مثل أيوب صابر. وقال أيوب «هذه حياتي كلها مِحن. وأنتِ منها ومن درس الأسى سطّر».

ولكن أحم الله وأدعوه أن يطيل عمره، جمعتنا الحياة فكسرنا قضبان الأشواك والأشواق. كم أتمنى أن أراه سعيداً.. فالحياة دون رفيق رحلة شاقة ومملّة. وهو تحّمل ما لم تتحمله الجبال. فكان راهبًا في معبد الأّبوة. جزاه الله خيرًا. أتمنى لكل من لا يعرف لامع الحر أن يتعّرف عليه.

هو قامة إبداعية رائعة، لكنه متواضع جدًا وخجول وسأظل أنا هاوية ومعجبة وعاشقة علّني أظلّل شّغفه الشّعري الذي يبتكر منه حياة ولا أجمل!

... ... ...

إلهام وهبي - (زوجة الأديب لامع الحر) - لبنان

* * *

سيرة الناقد الشاعر: لامع الحر

- ابن جباع الحلاوي إقليم التفاح.

- لعائلته علاقة وثيقة بالشعر والدين.

- والده الشيخ عارف الحر مؤسس «رابطة الأدب العامليّ».

- إجازة في اللغة العربية وأدبها- الجامعة اللبنانية.

- بدأ نشر الشعر بجريده «المحرّر اللبنانية» وكتب في «النهار».

- أعد وقدّم أكثر من برنامج في صوت «لبنان العربي» وفي «الإذاعة اللبنانية» الرسمية، وفي التلفزيون «كل يوم كتاب».

- يكتب وينشر في غير مؤسسة صحافية، والآن يتولى رئاسة القسم الثقافي في مجلة الشّراع.

* من إصداراته:

- مهاجر إلى أنصار.

- واجهت نارك كلّها.

- بين حانا ومانا (مسرحية).