سـيّـانِ أرضُـكِ والسمـاءُ
منهـا قـد انبـثق الضياءُ
بزغ الهدى للكون منـكِ،
وفي السما بزغت ذُكاءُ
سـيّانِ ... بـل شتّانَ ... لا
يُحكى سَنـاكِ ولا السنـاءُ!
أنى تـطـولـهـمـا السما
ءُ ومـا لـشـأوهما انتهاءُ؟
نـور السـمـاء لـه مـدى
وبنـوركِ الخلـقُ استضـاؤوا
مذ شـعَّ نوركِ ما انـطـفـا
وسَـنـا سواكِ لـه انطفـاءُ!
وسَـنـاءُ قـدرك قد تـجـا
وزَ في المـدى، جـلَّ الـعَـلاءُ!
يـا أمَّ هذي الأرض طـرًّا،
سـرْبَـلتـكِ الكـبـريـاءُ
لقد اصـطـفـاكِ الله إجلالًا..
ليـَهْـنـكِ الاصـطـفـاءُ
مهما تباعدتِ الـديـا
رُ فـفي حماكِ لـهـا خِـبـاءُ
في ظلِّ بـيـتـك تنـضـوي
وبه فوارقُـهـا هـبـاءُ
وجبالها تعنو لـ(طود النور)
تَـوَّجَـه (حـراءُ)
مـن فـيـض نـورك تستقي
والنـور - لـو تـدريـن - ماءُ
تـحـيـا به الأمـصـار وهْيَ
بـدونـه أرضٌ خـلاءُ
وبفـضـل ربي حـيـن عَـبّـتْ
مـنـه وحّـدهـا الإخـاءُ
هي بالـهـدى لـكِ تنتمي
شـرفٌ لمـثـلـكِ الانـتـمـاءُ
بكِ يسـتـطـيـبُ النأيَ عـن
دار الحـبـيـب الأوفـيـاءُ!
وإليكِ لا يُـضـنـي الرحيلُ
ولا يُـمَـلُّ بـكِ الـثـواءُ!
في كل يـومٍ يعتفيكِ
الـنـاسُ حتى الأغنياءُ
يَـرِدون بـيـتـكِ يَنهلو
ن مـن الصفاء وهم ظِماءُ
ولربمـا صدروا ولـم
يطفئْ حـنـيـنـَهم ارتواءُ
يـتـعـاقـبُ الورّاد... يـز
دحـمُ الأراجـلُ والنساءُ
وحِماكِ مـضـيـافٌ؛ فلم
يضجر، ولا نـضـب العطاءُ
ما غـاض يومًا مـنـذ فـا
ض ولـم تكدّره الـدلاءُ
تفنى الـدهـور وأهـلـهـا
وجَـداكِ يغمره النـمـاءُ
في بيتك القدسيِّ يـجـثـو
الـطـهـرُ.. يعـتـكـف البهاءُ
تـتـغـيّـر الـدنيا.. وهـا
هـو في الزمان لـه رُواءُ
أزكى الخلائق في مدى الأزمان
نحو الـبـيـت جـاؤوا
طاف الـمـلائـك فـوقـه
وإلـيـه حَـجّ الأنـبـيـاءُ
من ذا يحاكي مجدكِ الـأزلـيَّ؟
لـيـس لـه كِـفـاءُ!
عـفـتِ الـقـرون وظـلَّ مجدكِ
لـم يـنـل مـنـه الـعَـفـاءُ!
** **
- شعر/ فهد بن علي العبودي