حين يسألني أحد عن كاتب/ة، فالأسماء ترتبك من خجل أن ننتقيها، كما لو أن الآخرين عدم.
سأكتب كلمات خاطفة عن الأدب العربي في المنفى سواء بلسانه العربي أو في ترجمة للغة أخرى. لا نكاد تصور رحلة الدهشة والاكتشاف التي يجلبها كل نص عربي سافر والتقى بقارئه البعيد ليرسم حضوراً ثقافيًا وجماليًا تقاعست عنه أساطيل المفاوضات الدولية.
تلك الدهشة والحكمة بثتها المعلقات باستعاراتها المسترسلة، نصوص كتاب عصر النهضة، روحانيات جبران خليل جبران، آفاق شعراء الحداثة التجريبية، نصوص الشعر النبطي، والسرد الفاتن لكتاب الرواية من كل بلد عربي.
كل هذه النصوص طافت مدن العالم لتخاطب الناس من كل الطبقات وتقربهم لما هو إنساني ومدهش في داخل هذا العربي الذي أسرته صور الحروب وأساءت رسمه خطابات الصراع النمطية.
من أجمل ما قدَمتُه لهذه النصوص هو استضافة بعض منها في صفوفي في نيويورك، بيركلي، آن آربر، مادسن، أتلانتا، بوسطن ثم نيويورك مرة أخرى.
كانت هذه النصوص العربية المترجمة بمثابة الرسائل الجمالية والفكرية، بل إنها أشبه بدعوة للحوار المتزن مع ما تتماهى معه معاناة إنسانيتنا في الشرق والغرب.
ومن خلال هذه النصوص، أحب الكثيرون في الغرب الثقافة العربية ولغتها ليصبحوا ضيوفًا دائمين داخل رحابها.
** **
الناقدة/ د. منيرة الغدير - أكاديمية سعودية درّست في جامعتي هارفارد وكولومبيا