خالد الربيعان
لكل حرب مجرموها، ولكل أزمة المستفيدون منها.. والخاسرون، لو خسرت الكرة العالمية أكثر من 10 مليارات يورو، والعالم خسر تريليونات الدولارات، فعندك جيف بيزوس يا عزيزي، أمازون بعد كورونا أصبحت ملتقى للزبائن والمشترين، وكان الإيقاع: 11 ألف دولار.. في الثانية!
كورونا ضربت كرة القدم ضربات قوية، وكل شيء يتعلّق بالمال، بالربح، حتى عند إصابة لاعب، ناديه يخسر، معنوياً ومالياً، حتى في فترة العزل، الاختبارات والدواء وتكاليف العزل ونمط معيشته، صعب، ولكن في المجمل الضربات لن تكون قاتلة، لأن المتعافين كثيرون، وكما تعافى اللاعبون والنجوم، ستتعافى الأندية والمنتخبات، والاتحادات، وستعود العجلة لتدور كما كانت بنفس السرعة والوتيرة.
اثنان من العمال في يوفنتوس كبداية، ثم ميراليم بيانيتش وماتويدي وديبالا وروجاني، أصيبوا وتعافوا، ثم كانت الـ 16 إصابة في جنوى الإيطالي! ساديو ماني في ليفربول وزميله تياجو الكانتارا القادم من بايرن، في أتليتكو مدريد أصيب اللاعب خيمينيز والهداف دييجو كوستا، ثم المدرب الشهير سيميوني، كيليان مبابي ونيمار وبول بوجبا ورياض محرز، مالديني وزير الدفاع الإيطالي أصيب هو وابنه وتعافوا، رئيس الاتحاد الياباني، مالك ميلان الرجل الأسطوري بيرلسكوني، مدرب الهلال السابق جيسوس.
في آرسنال المدرب مايكل أرتيتا نفسه أصيب، هنا في السعودية كانت الإصابات كثيرة، الاتحاد الآسيوي في خانة مستغلِّي الأزمات، بدلاً من المساعدة، جعلها كارتاً ليخرج الهلال من الآسيوية، شكراً، هناك نسخ كثيرة قادمة، والهلال بمن حضر، في مصر كانت حالة النادي المصري الشهيرة بأكثر من 16 حالة، ما اهتم به العالم جيداً وركّز عليه هو حالة زلاتان إبراهيموفيتش، لسنه الكبيرة من جهة 39 عاماً! بجانب ترقب الوسط الرياضي العالمي لرمز المقاومة والصلابة، بعد الرباط الصليبي «قاتل اللاعبين» والذي خسر أمام الظاهرة الزلاتانية: ماذا يفعل أمام كورونا!
مبدأياً رد الفعل: «أنها فكرة سيئة ليهاجمني كورونا»، عجيب، ثم اعتزل، ومارس التدريب بشكل عادي، بعدها بأسبوع كان يحتفل بذكرى ميلاده التاسع والثلاثين بشراء سيارة 911، عادي، لا تنظر للكورونا وعامله كالضيف الراحل! الأسبوع الذي يليه قام بـ«سب» الفيروس وإعلان تعافيه وانتهاء الحجر.. عجيب!
وقت كتابة المقال أصيب مَنْ: كريستيانو.. رونالدو! أثق أنه سيتعافى، لأنه من الواضح أن الرياضيين، الرياضة عموماً لها دور كبير في مقاومة الجسد للأمراض بشكل عام وليس كورونا أو الفيروسات فقط..
الأمل في إيجاد لقاح سريعاً، دوام الحال من المُحَال، في لمحة زمنية أو «فيمتو ثانية» سيتغيّر الحال للأفضل، أنا واثق من هذا، التاريخ علَّمنا هذا، والتاريخ يعيد نفسه.. دائماً.
ترتيب
فترة الكورونا بكاملها، هذه السنة، التوقف، العزل، الخسارة، فرصة أيضاً لترتيب الأوراق، في إنجلترا هناك اجتماعات كثيرة لهذا الغرض، وأخرجت مقترحات كثيرة لإعادة هيكلة الدوري الإنجليزي الممتاز، إلغاء بطولة الدرع المجتمعي، كأس الرابطة أو الـ«كاراباو»، زيادة نفوذ الأندية الـ6 الكبار، مقترحات جيدة للصالح العام، ومن الممكن أن نرى تجربة مشابهة هنا، خاصة في ظل التحرك الجيد جداً من وزارة الرياضة بمتابعة مبادرة دعم الأندية مالياً، والوقوف على سير عملية الحوكمة.
* * *
كورونا ضربت كرة القدم ضربات قوية