د. عبدالرحمن الشلاش
يمكن لأي مشكك أن يمارس تشكيكه ما شاء له أن يمارس إلا أن يمارس تشكيكه في حب السعوديين حكومةً وشعباً لفلسطين ولشعب فلسطين ولثالث الحرمين الشريفين بيت المقدس، ولقضية فلسطين العادلة، وشوقه القديم أن يرى أرض فلسطين محرَّرة من الاحتلال.
هذه حقائق ناصعة البياض تدعمها الشواهد والبراهين عبر تاريخ طويل من الصراع العربي الإسرائيلي وهو تاريخ يشهد للسعودية بأنها أكثر دولة دعمت القضية ووقفت مواقف مشهودة في كل الحروب العربية الإسرائيلية وآخرها حرب العبور في أكتوبر عام 1973 والدور المشهود للشهيد الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله.
وقوف المملكة المشهود لتحقيق السلام كان منذ بدأت محادثات السلام في مدريد إلى اليوم لا يشكك فيه إلا حاقد أعماه الحسد، أو أجير باع ضميره قبل قلمه ولسانه لأعداء المملكة فصار دمية تحرك عند تجدد الصراع، أو عندما يطرأ على الساحة أمور جديدة وقرارات ليست في صالح القضية هنا تظهر بعض الوجوه القبيحة مستغلة ردة فعل الشارع العربي لتزايد على دعم القضية الفلسطينية وتشكك في دور المملكة رغم أنها الأولى عربياً وإسلامياً دون منازع في الدعم المادي والمعنوي مستشعرة دورها الرائد دون أن تكون بحاجة لمن يذكرها، بل هي من تبادر فوراً ودون تردد لإغاثة الشعب الفلسطيني وتقديم المساعدات والدفاع عن القضية في المنابر الدولية.
السعودية بقيت على العهد دون تغيير في المواقف الثابتة والراسخة. لم تبادر لإقامة أي علاقة من أي نوع مع الكيان الإسرائيلي. هنا في السعودية تربى الشعب السعودي من مرحلة الطفولة على حب فلسطين حتى صارت قضيته الأولى من أيام ما كانوا يقولون لنا أدفع ريالاً تنقذ عربياً فكانت التبرعات تجمع وترسل لفلسطين.
أعرف أن كثيرين من أبناء فلسطين يدركون ما ذكرت ويكنون كل حب للسعودية، لكن هناك فئة من أبناء هذا الشعب استرخصوا قضيتهم خاصة من غادروا فلسطين من سنوات وعاشوا في المهجر يتنعمون بالأموال ويهاجمون بلادنا رغم أنهم أول من تخلّى عن القضية ونسيها وتحولوا كأذرعة للأعداء فلا خير منهم ولا كفاية شرهم.