د. محمد عبدالله الخازم
مثَّل أكتوبر 11 اليوم العالمي للفتيات وفيه تطرح القضايا المتعلّقة بالفتيات ومن أبرزها الحياة الآمنة الخالية من العنف القائم على النوع الاجتماعي أو كونهن فتيات والممارسات الضارة المتعلّقة بذلك، دعمهن لتعلّم مهارات جديدة تجاه المستقبل الذي يختارونه وتهيئتهن للعب دورهن الحاضر والمستقبل في عملية التغيير الاجتماعي الذي يخدمهن على مختلف الصعد بما في ذلك إتاحة الفرص المتساوية لهن بعيداً عن خلفياتهن الاجتماعية والمتساوية مع الشباب، في مختلف المجالات.
الفتاة السعودية حققت تقدماً كبيراً بالذات في مجال التعليم، فليس ببعيد عن ذاكرتنا سجن من يطالب بتعليم الفتاة وعدم توفر التعليم الأساسي لأخواتنا وأمهاتنا الكبيرات والتمييز في التخصصات بين الفتى والفتاة ... إلخ. الدستور السعودي لم يفرق بين الجنسين، ومسألة التقدّم النوعي أعاقه تقبل اجتماعي وأيدلوجي وتردد إداري، يجرى تفكيكه على أرض الواقع. نتحدث عن جيل الفتيات القادمات للمستقبل ولهن طموحات وآمال وتطلعات ربما هي مختلفة أو متقدّمة عن ما نتصوّره كآباء أو أمهات. هذا جيل قادم لم يعاصر كثيراً من التحولات الاجتماعية والتنموية الصعبة، وبالتالي هو سيقارن نفسه بالعالم، بعكسنا الآباء نقارن الماضي بالحاضر ونسعد بما تحقق من نقلات نوعية.
أستعين هنا ببعض الأرقام (وليس التفسيرات) التي طرحتها إحدى قادة التغيير الملهمات لفتياتنا، معالي الدكتورة إيناس العيسى مديرة جامعة الأميرة نورة. على الرغم من أن قصر عمر تعليم البنات لدينا (قرار تأسيس مدارس البنات كان في 1959م) فلنا أن نشيد بما تحقق:-
- الأمية وسط النساء انخفضت إلى 5.6 % وهي نسبة قليلة وأغلبها في كبيرات السن.
- 54 % من مدارس التعليم العام بنات وكذلك نسبة المعلمات إلى المعلمين
- الخريجات أكثر من الخريجين من الجامعات السعودية، لكن في مجال تخصصات العلوم والرياضيات والتقنية هن أقل، حيث تبلغ نستبهن 17 % من الخريجات، بينما تبلغ النسبة 19 % بالنسبة للأولاد. رغم ذلك فهي نسبة عالية مقارنة حتى بدول متقدمة في هذا الشأن. بالنسبة للتخصصات الصحية تبلغ نسبت الفتيات 44 % مقارنة بالأولاد، حيث تبلغ النسبة 56 %. ربما هذا أحد التحديات التي على تعليمنا الاعتناء به والمتمثِّل في زيادة نسب الدارسات في التخصصات العلمية والتقنية والهندسية والصحية ...
- يعاني بعض العالم من قضية عدم توفر الرعاية الصحية للأمهات الصغار ولكن الأرقام تشير إلى 100 % من الولادات في المملكة تحدث في مستشفيات أو مراكز صحية مهيأة وليس هناك تفرقة اجتماعية أو طبقية بين المدن والقرى أو بين المراكز والأطراف. هناك حاجة لتطوير الرعاية الصحية والنفسية لليافعات واليافعين بصفة عامة وفي سن مبكرة. صحة الصغار و المراهقين والمراهقات الطبية والنفسية والاجتماعية تحتاج لعناية أكبر في بلادنا.
- ما زالت مشاركة المرأة السعودية في الاقتصاد دون المأمول (23 % مشاركة المرأة في سوق العمل). نحتاج لإعداد فتيات للمستقبل الذي يمكنهن من الأعمال. لا يزال هناك خلل في نسب التوظيف يحتاج لجهد أكبر، فلو أخذنا تخصص تقنية المعلومات نجد الخريجات فيه يبلغن 54 % من خريجات الجامعات، لكن نسبة توظيفهن تبلغ 17 % فقط.
التعليم ثم التمكين الاقتصادي والاجتماعي يقود إلى مستقبل أفضل لفتياتنا، الوجه الناصع لمستقبلنا مع إخوتهن شباب هذا البلد.