فهد بن جليد
حكايا ومواقف (الكمامة) الطريفة والمحرجة والغريبة عالمياً، لن تتوقف حتى ينزع آخر شخص (كمامته)، أفكار وأنواع واستخدامات متعدِّدة ومتنوِّعة ظهرت حسب حاجة كل مجتمع، وصلت لحد ابتكار شاشات واستخدامات أخرى جديدة (للكمامة) في مجتمعات شرق آسيا المولعة بالتقنية والتكنولوجيا، مؤخراً أصبحت ظهرت لدي (فراسة) جديدة لمعرفة الأشخاص عن بعد، بمجرد تأمل ملامح ونظرات (عيونهم) وهم يرتدون (الكمامات) التي تغطي الوجه تقريباً، وجعلت الناس متشابهين إلى حد كبير بحيث يصعب تمييزهم، مثل غيرنا من الشعوب والمجتمعات احتجنا وقتاً وجهداً كبيراً للتأقلم على ارتداء (الكمامة) والالتزام بها عند الخروج أو الظهور في الأماكن العامة، وقد نحتاج لوقت وجهد -مماثل- لإقناعنا بتركها أو الاستغناء عنها.
بيني وبينكم (الكمامة) لها فوائد عديدة وسلبيات لا تُذكر، إضافة للفائدة والحاجة الصحية والحماية من نقل العدوى أو الإصابة بها, سهلت (الكمامة) حياة الأشخاص كثيراً لناحية عدم ضرورة الحلاقة اليومية للرجال، أو استخدام مكياج كامل للنساء عند الحاجة للخروج، كما جعلت الإنسان بعيداً عن المتطفّلين ونظراتهم الغريبة في الأماكن العامة أو الأسواق، فـ(الكمامة) تمنح حرية الحركة بتلقائية وبشكل طبيعي لممارسة الحياة أو الرياضة في أي وقت وأي مكان، بضمانها البعد عن نقد وأعين الغير، بالمقابل لها سلبية التصرّف بعيداً عن المسؤولية وبشكل غير مثالي عند البعض، طالما أن وجه الإنسان غير معروف، وملامحه غير ظاهره، وهي حالات نادرة.
التوصيات والأبحاث الطبية الصادرة من مراكز البحث الغربية والأمريكية ترجح استمرار ارتداء (الكمامة) على مستوى العالم لمدة (عامين) مقبلين، بغض النظر عن نجاح اعتماد لقاح لـ(كورونا) أم لا -أمر مزعج- لكنَّه خيار مطروح ومشورة طبية تهدف لمنع انتشار الفيروسات، وتقليل نسبة العدوى من أمراض أخرى، في حال استمر ارتداء (الكمامة) كل هذا الوقت، قد نشهد تحولات وتغيُّرات نفسية واجتماعية جديدة.
وعلى دروب الخير نلتقي.