هناك من يترك سيرة عطرة وذكرًا حسنًا بعد وفاته نتيجة ما قدمه من أعمال جليلة فلا يغيب ذكره عن مجايليه وعمن يقرأون سيرته فالرجال الأقوياء المخلصون يُعرفون بتاريخهم الحافل بالمنجزات..
أسماء كثيرة كان لها دور في تطور ونهضة المملكة وفي مجالات عدة ومنها التعليم الفني والتقني الذي شهد قفزات متوالية في جميع فروعه إلى أن وصل مستوى يوازي ما هو موجود في العالم ومن هؤلاء القامات الوطنية معالي الأستاذ محمد بن سليمان الضلعان الذي مضى على وفاته خمس سنوات وكان لفقده بالغ الأثر لدى معارفه وزملائه.
فقد عاصر رحمه الله نشأة التعليم الفني وتدرج في عدد من المراكز الوظيفية إلى أن أصبح نائباً لمحافظ المؤسسة العامة للتدريب المهني والتقني ثم محافظاً حيث بقي في هذا المركز إلى أن تم اختياره في مجلس الشورى..
هذا الرجل كان له إسهام كبير في رفع مستوى التدريب المهني وسد حاجة سوق العمل من الأيدي الوطنية المدربة بفضل الدعم الذي يلقاه من الدولة وحرص القيادة على تأهيل المواطن ومثلهم خريجو الكليات التقنية والمعاهد الصناعية والثانوية التجارية إلى جانب اهتمامه (رحمه الله) بمنسوبي التعليم الفني وتطوير مهاراتهم والوقوف معهم في كل ما من شأنه تحقيق رغباتهم فيما لا يتعارض مع المصلحة العامة فكان نعم الأخ والصديق للجميع دون تمييز بين زميل وزميل وأيضاً مواقفه مع أولياء الأمور والطلاب فكان لا يبخل بمساعدة من يتصل به أو يحضر إلى مكتبه موظفاً أو طالباً، فرحم الله أبا سليمان وجزاه خيرًا نظير ما قدم لوطنه ومواطنيه فقد زاملته لسنوات طويلة فلم يتغير أو يتبدل تعامله مع مرؤوسيه رغم تقلده مناصب عدة فكان نعم الأخ والزميل..
ما زلت أذكره وأرى في تواضعه وتصرفه وحسن إدارته المثال الجيد على أداء العمل بأمانة واخلاص وهكذا يرحل الإنسان ويبقى ذكره العطر يتردد على مر الأزمان..
** **
- عبدالله عبدالرحمن الغيهب