أحمد القرني - الرياض:
أكد مساعد وزير الصحة المتحدث الرسمي للوزارة الدكتور محمد العبدالعالي، أن المملكة تقدم دوراً ريادياً ومهماً وإسهاماً عالمياً كبيراً فيما يتعلق بالأبحاث السريرية والدراسات والأبحاث المتعلقة بالوصول إلى معلومات إضافية وخطوات باتجاه المعالجات المتعلقة بفيروس كورونا الجديد من خلال كوادرها المتميزة من السعوديين والسعوديات من الرائدين في المجال البحثي والحائزين على مستويات موثوقية ومستويات علمية مرموقة على المستويين الإقليمي والعالمي، يشاركون حتى أوصلوا ترتيب المملكة إلى الـ25 عالمياً وهي مرتبة متقدمة بين الدول العالمية وتعدّ الثانية على مستوى الشرق الأوسط والأولى بين الدول العربية في إصدار الأوراق العلمية المتعلقة بفيروس كورونا المستجد وعدّ ذلك إسهاما مهما تشارك فيه مجموعة من المراكز البحثية ومجموعة من الفرق التي تقوم على الدراسات العلمية من مختلف القطاعات الصحية في المملكة في تعاون فريد جداً، ثماره عالية جدا ولله الحمد على المستوى الدولي والعالمي.
وفيما يتعلق بالتحليل الوبائي أبان الدكتور العبدالعالي أن الوزارة ما زالت ولله الحمد تواصل مراقبة ومتابعة نزول المنحنيات المتعلقة بالحالات الحرجة في المملكة، وهذا يدل ولله الحمد على نتائج إيجابية وأن الحالات المنومة في العنايات الحرجة تتجه بالاتجاه الإيجابي والجيد، حيث لوحظ خلال الأسبوع الأخير انخفاض اقترب من 12 % ولله الحمد، إضافة إلى الانخفاضات التي سُجلت سابقا. وأشار إلى أن معظم الحالات التي يتم خروجها من العناية الحرجة -وهي قرابة الثلثين- تخرج بتحسن في أوضاعها الصحية واقتراب من التعافي نظرا لاستجابتها للتدخلات العلاجية ومن ثم استمرار تلقيها للرعاية الصحية المناسبة لأوضاعها في انخفاض حاجتها للتدخلات العلاجية الحرجة.
من جانبه أكد وكيل وزارة الصحة المساعد للصحة الوقائية الدكتور عبدالله عسيري أهمية البحث العلمي كونه جزءا لايتجزأ من الاستجابة للأمراض المستجدة خاصة الأمراض المعدية، وأن المملكة شاركت بشكل فعال وواضح خلال جائحة كوفيد19، مشيراً إلى أن الأبحاث في مجملها تنقسم إلى أبحاث وبائية وأبحاث أساسية تتعلق بفهم الفيروس وأبحاث علاجية ويدخل في ذلك الأبحاث المتعلقة بالأدوية وأيضاً باللقاحات في المستقبل القريب إن شاء الله. وأوضح أن المملكة شاركت في إحدى أهم الدراسات التي اختُتمت بشكل ناجح ولله الحمد خلال الأسابيع الماضية، وهي دراسة العلاج بالبلازما، حيث من المعروف أن الجهاز المناعي في الجسم ينتج طيفا واسعا من الأجسام المضادة للأمراض المعدية بما فيها الفيروسات، مبيناً أن هذا المبدأ ليس بالجديد واستُخدم في السابق في علاج «سارس1» -فيروس كورونا الأول-. وأشار إلى أن المملكة بدأت عن طريق فريق علمي مميز من قطاعات مختلفة بدراسة هذا الخيار العلاجي، مبيناً أن الشخص الذي يتعافى من كورونا يستطيع أن يتبرع بالدم ويستخلص منه البلازما التي تحتوي على أجسام مضادة، حيث أجريت الدراسة على عدد من المصابين يقابلهم عدد من الأشخاص غير المصابين وكانت من أكبر الدراسات من ناحية العدد في هذا المجال حول العالم ، والنتائج الآن في المرحلة النهائية من التحليل وهي مبشرة ولله الحمد وهناك استجابة واضحة لهذا النوع للعلاج خاصة في الذين لديهم مضاعفات شديدة من الإصابة بكوفيد19.
وبيّن أنه خلال الأيام القادمة ستشاهد الأرقام بشكل أدق وأوسع، لافتاً النظر إلى ماتردد في وسائل الإعلام حول نشر دراسة مهمة جداً تعدّ الأهم -حتى الآن- لموضوع علاج النوع الآخر من كورونا الموجود في متلازمة الشرق الأوسط التنفسية، حيث إن هذه الدراسة السريرية أجريت في المملكة واستغرقت تقريباً 3 سنوات تم فيها تجربة (كوكتيل) علاجي في عدد من المضادات الفيروسية منها محفزات المناعة، وكانت هذه الدراسة بقيادة مركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث بوزارة الحرس الوطني وشاركت فيها وزارة الصحة بأكثر من 9 مستشفيات وشاركت أيضاً الخدمات الطبية بوزارة الدفاع. وأفاد أن الدراسة أثبتت ولله الحمد أن هذا الأسلوب العلاجي الذي يحتوي على نوعين من المضادات الفيروسية وعقار الإنترفيرون يستطيع بإذن الله أن يخفض الوفيات من الإصابات بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية إلى أكثر من النصف، وأنه كلما أعطي العلاج مبكراً كلما كانت الاستجابة أفضل. وأبان أن هذه الدراسة لقيت أصداء عالمية كبيرة جداً ونُشرت في أفضل المجلات الطبية التي تُعنى بنشر الأبحاث الرائدة، مشيراً إلى موضوع دراسة عالمية مع منظمة الصحة العالمية تسمى (سولدارتي)، حيث اكتملت هذه الدراسة وتم فيها دراسة 4 أنواع من (البروتوكولات) العلاجية، وهي في طور التحليل النهائي، وأظهرت أن هناك بعض (البروتوكولات) لها فائدة وبعضها أظهرت أنها غير مفيدة، ومن ثم ستنعكس نتائج هذه الدراسات بإذن الله على (البروتوكولات) العلاجية ليس فقط في المملكة ولكن في مختلف دول العالم.