سهوب بغدادي
في الوقت الذي واجه العالم فيه الجائحة العالمية بتفشي فيروس كورونا المستجد اتجهت الأنظار إلى العديد من الأمور التي كنا نجهلها أو نؤجلها، كان من أبرز الأمور التي أعدنا النظر فيها بطريقة مختلفة كلياً، السياحة الداخلية في ربوع المملكة العربية السعودية. حيث اختبر العديد من الأشخاص تجارب فريدة سواء في شمال أو جنوب أو شرق أو غرب المملكة، ومع اختلاف وجهاتهم اختلفت تجاربهم، فكانت زيارة أملج كالحلم وجنان الجنوب أجمل وأكمل سحر. هي تجربة لا غنى عنها لإعادة روح التقاليد والثقافة السعودية المتنوعة لمن أرهقته سرعة الأيام وتواترها وتقارب جنباتها من بعضها البعض، فلا نستطيع إنكار أن مفهوم السياحة الداخلية في المملكة بعد الجائحة يختلف كلياً عما سبقه من مفاهيم. فلا نستبعد أن يخصص البعض مستقبلاً وقتا للعَودة إلى المناطق الخلابة في المملكة كإحدى المحطات في عطلته. في هذا النطاق، يجدر بي أن أكبر دور وزارة السياحة وجميع الكيانات الفعالة والفاعلة في ارتقاء قطاع السياحة الداخلية في المملكة، فلم تعد السياحة الدينية إن صح التعبير المقصد اليتيم من بلاد الحرمين، نظرا لتعدد الخصائص الجيولوجية بها وتميزها عن بقية ما يوازيها في العالم، كالشعب المرجانية الأخاذة في البحر الأحمر كما تميز السعودية بندرة آثارها وارتباطها بحضارات تاريخية غنية. لذا تعد الفترات القريبة المقبلة مفصلية في ترسيخ الصورة الذهنية المرتبطة بالسياحة داخل المملكة والتي تتميز بالإيجابية في مجملها مع إيجاد الحلول المتعارف عليها وغير التقليدية أيضا لتفعيل هذا النطاق الذي يشكل حجرا راسخاً للعائدات الاقتصادية بإذن الله.