واس - الرياض:
يعقد منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين للعام الحالي في العاصمة الرياض، 12 حلقة نقاشية وذلك خلال المؤتمر العالمي الافتراضي الذي يقيمه في الفترة 13 - 17 أكتوبر الجاري.
ونظرًا للأهمية البالغة للمؤتمر الذي يسبق انعقاد قمة مجموعة العشرين بالرياض في شهر نوفمبر المقبل، يركز المنتدى على عدد من القضايا العالمية في إطار جدول أعمال قمة العشرين الحالية، عبر ثلاثة محاور رئيسة هي: تمكين الأفراد من الحصول على حقوقهم في العيش والعمل والنجاح، وحماية الكوكب بتعزيز الجهود لحماية الموارد العالمية «تغير المناخ» وإيجاد آفاق جديدة للاستفادة من فوائد الابتكار والتطور التقني، كما تعالج حلقات نقاش المنتدى القضايا المطروحة في أهداف التنمية المستدامة الـ(17) التي تبنتها الأمم المتحدة عام 2015م، التي تشمل عدداً من القضايا منها: الفقر، والصحة، والتعليم، وتغير المناخ، والمياه، والعدالة الاجتماعية.
ويتكون المنتدى من خمس جلسات عامة، منها: جلسة افتتاحية، وأربع جلسات حول جائحة فيروس كورونا المستجد، وتمكين المرأة والشباب والفئات المحتاجة، وجهود الهيئات الدينية لمواجهة تهديدات تغير المناخ، ودورها في الحد من مخاطر الكوارث، ويتفرع عن هذه الجلسات العامة الخمس إلى (12) حلقة نقاش متزامنة بشكل يومي على مدى خمسة أيام، تعقد ما بين الرابعة والثامنة مساء، وتبث عبر وسائل التواصل الإلكتروني، ويشارك فيها (130) من الباحثين والعلماء والمفكرين والقادة الدينيين ومسؤولي منظمات ومؤسسات وجمعيات سياسية وفكرية من مختلف أنحاء العالم، معنية بالحوار بين أتباع الأديان والثقافات، تسهم في إعداد إستراتيجيات لحلحلة الأزمات الدولية.
وتهدف الجلسات العامة للمنتدى والحلقات النقاشية المصاحبة إلى الخروج بعدد من التوصيات وتقديمها إلى قادة مجموعة العشرين، للنظر في رؤى المؤسسات والقيادات الدينية حول كيفية التعامل مع التحديات العالمية، وللوصول إلى هذه الغاية يستعد المنتدى لمناقشة عدد من القضايا أبرزها «دور الدين في بناء السلام»، حيث يمكن للقيادات والمنظمات الدينية الإسهام في منع التحريض على العنف وخطاب الكراهية والحد من التوترات المتفشية في مجتمعاتهم.
ففي عام 2017، أطلقت الأمم المتحدة خطة عمل عالمية لدعم القيادات الدينية والمؤسسات الدينية الفاعلة لمنع أعمال التحريض على العنف التي قد تؤدي إلى ارتكاب جرائم وحشية، انطلاقًا من ضرورة تحسين عملية إشراك المؤسسات في مكافحة خطاب الكراهية والتحريض على العنف.
ويتضمن هذا الموضوع ثلاث حلقات نقاشية، الأولى بعنوان: مواجهة خطاب الكراهية واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مساحة للحوار، وسوف تتقصى الجلسة الطرق الفعلية والمحتملة المتاحة للقيادات الدينية بهدف تقديم رؤى بديلة وإشراك أتباعهم في صياغة خطاب يتسم بالاحترام، فيما تدور حلقة النقاش الثانية حول: القيم الدينية والتراث الثقافي والكرامة الإنسانية والتنمية المستدامة، وتعالج هذه الحلقة دور التراث الثقافي والقيم الدينية كمرتكزات جديدة لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة (SDGs).
أما حلقة النقاش الثالثة فتدور حول قضية: الاتجار بالبشر والعبودية الحديثة، إذ تتسبب أهوال الاتجار بالبشر ومختلف أشكال العبودية الحديثة في تكبد معاناة شديدة للعديد ممّنْ لا تسمح لهم قدرتهم بالدفاع عن أنفسهم، إلى جانب مناقشة قضية الالتزام بالهدفين السابع والثامن من أهداف التنمية المستدامة المعنيين بالقضاء على العبودية الحديثة.
كما يناقش المنتدى «جائحة فيروس كورونا (كوفيد - 19) « من خلال الأدوار التي قامت بها الهيئات الدينية في مواجهة تحديات الجائحة حيث دعمت المساعي الدولية في فترات الإغلاق والحجر الصحي، فقد أثرت الجائحة سلباً على العالم كله وعلى مختلف الأصعدة الصحية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وتتناول الحلقتان الرابعة والخامسة للمنتدى شراكات الهيئات الدينية لمواجهة جائحة كوفيد - 19، ودور الهيئات الدينية الفاعلة في الاستجابة متعددة الأطراف لهذه الأزمة، حيث تقتضي أوجه عدم المساواة التي كشفت عنها أزمة كوفيد - 19 من قيادات العالم اتخاذ إجراءات عاجلة وأن تركز الاستجابة متعددة الأطراف التي يدرسها قيادات مجموعة العشرين مباشرة على المجتمعات المحتاجة، مع ضمان استخدام الموارد لزيادة التعافي وإعادة البناء وأخذ الاحتياجات ذات الأولوية في الحسبان والتي تبحثها حلقة النقاش السادسة عبر دعم الفئات المحتاجة في أوقات جائحة كوفيد -19 كالنساء والأطفال وكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ومجتمعات الأقليات، والأخذ بالدروس المستفادة والآثار المحتملة لإعادة الهيكلة في حقبة ما بعد كوفيد - 19.
ومن القضايا التي يناقشها المنتدى «التعليم وتلبية احتياجات اللاجئين» كون التعليم وسيلة لتعزيز السلام والثقافة الدينية والتنوع الثقافي، وهذا ما تناقشه حلقة المنتدى السابعة، حيث تركز على ضرورة معالجة الأنظمة التعليمية التي تقدم خطابات وروايات مغلوطة تصور الأديان والثقافات ونشأة الكون أو التصورات المختلفة للكون على أنها متضاربة ولا يمكن التوفيق بينها.
لذا، أضحى الشمول الديني وعدم التمييز في التعليم من أولويات صناع السياسات وكذلك المؤسسات الدينية، وأصبح تعزيز التفكير النقدي ورسم الصور النمطية الإيجابية عن الآخر في المناهج المدرسية أداة رئيسة لمنع النزاعات وتعزيز التماسك الاجتماعي.