أحمد بن عبدالرحمن الجبير
المملكة مقدمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- على مسارات صناعية كبيرة، وستجعل من السعودية قوة صناعية واقتصادية إقليمية حيوية، وخاصة في ظل مبادرات الرؤية السعودية 2030م، والتي كان لها الأثر الإيجابي على نمو الاقتصاد السعودي.
في الأسبوع الماضي سعدنا بلقاء معالي رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للصناعات الدوائية الأستاذ محمد النحاس، وفريق عمله المميز في منزل الأستاذ عبدالوهاب الفايز، بحضور أعضاء جمعية كتاب الرأي والاقتصاد، حيث جرت حوارات، ومناقشات هامة، وبناءة حول إستراتيجية صناعة الأدوية المحلية.
وأكد معاليه بأن قطاع صناعة الدواء في المملكة يعتبر سوقاً كبيرا، ويبلغ حجمه 40 مليار ريال وينمو بنسبة 7 %، وسيوفر أكثر من 50 ألف وظيفة للمواطنين في الصناعات الدوائية المحلية خلال السنوات القادمة، والمملكة تستورد معظم الأدوية، وهذا الأمر يجعلنا نفتقد الكثير من دخلها على اقتصادنا الوطني.
وأن مصانع الدوائية تعتبر من أفضل مصانع الشرق الأوسط، وتحتل المركز الأول في مبيعات الدواء في السعودية بنسبة 8.2 % و11 % من حجم السوق، ومنتجاتها ذات جودة عالية، ومن أفضل المواصفات الدولية، ولها شراكات، واتفاقيات مع شركات عالمية لنقل التقنية، وتوطين صناعة الدواء، وتحقيق الأمن الدوائي المحلي.
فأزمة فيروس كورونا أصبحت خطرا على الأمن الصحي للمواطن والمقيم، وشكلت أكبر طلب للصناعات الدوائية المحلية، ولذا يفترض نقل التكنولوجيا، والتقنية اللازمة للصناعات الدوائية المحلية، وتنويع مواردنا الاقتصادية، واستقطاب أفضل الشركات العالمية لصناعة الأدوية، وأعطى الفرصة للشركات المحلية.
والملاحظ أن المملكة تعتبر منطقة جذب للاستثمارات الأجنبية، وتحتاج لعدد من مصانع الأدوية وفقَ أحدث المعايير الطبية، والتقنيات العلمية لتغطية السوق المحلية، ويصبح للمملكة موقعاً متقدما في سوق الأدوية، ويمكنها من التواجد في الأسواق الدولية من خلال استغلال الطاقات، والكوادر الفنية السعودية، والمواد الخام المحلية.
فمصانعنا المحلية لا تفي بالاكتفاء الذاتي، وتوفير احتياجات السوق السعودية من الأدوية بأسعار مناسبة مما جعل أسعار بعض الأدوية غالية الثمن، وجعلت المواطن الذي ليس لديه تأمينا طبيا لا يستطيع شراءها، وعليه كنا ولازلنا نأمل دعم تصنيع الأدوية، وتسويقها في السوق المحلي والتركيز على سعودة الوظائف الطبية.
ونتمنى دعم شباب، وشابات الوطن بإنشاء أكاديمية لصناعة الأدوية، وكلية صيدلة متخصصة في الصناعات الدوائية للانخراط فيها، وعلى وزارة الصناعة، والقطاع الخاص تفعيل دورهم لتوطين صناعة الأدوية، وإزالة جميع العقبات أمامها، والتوسع في استثمارتها، وفتح آفاق، وفرص استثمارية واعدة تسهم في نمو الصناعة الدوائية السعودية.
لقد سرنا اللقاء، وهو بلا شك جهد يستحق معالي الأستاذ محمد النحاس، وفريق عمله الشكر والثناء، والشكر موصول للأستاذ عبدالوهاب الفايز على طرح مثل هذه الموضوعات المتميزة، وكرم الضيافة، والشكر موصول لجميع من شارك في اللقاء بالأسئلة المحورية الهامة، ونتمنى أن تتواصل هذه اللقاءات لخدمة المواطن، ونمو اقتصاد الوطن.
** **
مستشار مالي - عضو جمعية الاقتصاد السعودية