إيمان حمود الشمري
يكاد لا يخلو محتوى المشهورات من ثلاث دوائر مغلفة يعتمدنها مؤثرات مواقع التواصل كعامل مشترك بينهن، تتكرر في جميع ما نشاهد على التطبيقات، (خطوات المكياج، الأكل، اللبس) وكأن اهتمامات المرأة أصبحت محصورة في هذا النطاق الضيق، وبينما المرأة تثبت نفسها في السنوات الأخيرة في عدة مجالات بعد أن أُعطيت الكثير من المساحات إلا أن هناك من يشوه صورتنا بغلق دائرة اهتماماتنا، المحتوى الهش الذي يقدم وصفات وخلطات لبشرتك لشعرك، ألا يوجد فيه شيء لعقلك؟
تشوه مفهوم الأنوثة وأصبح سلعة بمشرط جراح يصنع مجموعة من الدمى المتشابه، لم يعد لدينا تمييز بين الواحدة والأخرى لشدة تطابق الصور، نعم قد يكون الجمال جواز مرور ولكن الشخصية جواز دبلوماسي!
ولا نعفي دور الرجل في مواكبة هذا الهبوط بالمستوى العام، إذ تصدر المشاهير الرجال المشهد لأكثر من مرة في تقديم المحتوى الهابط، يختبئون خلف ألقاب أكبر من إمكاناتهم (إعلامي، أستاذ، شيخ، مدرب) ألقاب مرنة في هذا الوقت تصلح للجميع وعلى نفس الخطى يسير لقب الدكتور! ألقاب أكبر من أصحابها يستتر خلفها ملايين العراة الذين تخذلهم بعض التصرفات والألفاظ التي تخرج رغماً عنهم لأنهم لا يجيدون أو لا يحتملون التمثيل على المدى الطويل، ألا يوجد عمليات تجميل لإصلاح هذا التشويه الذي يطاردنا؟
(الشهرة) هذه الظاهرة التي جعلت من الجميع فجأة موهوبين وهم في الحقيقة حمقى، وبحجة التلقائية والروح الشبابية تحملنا غثاء الكثيرين، عرفنا من خلال هذه التطبيقات بعض الطبقات التي نخجل أن يجمعنا بها مجلس، ملايين المتابعين والقضايا تلاحقهم، أفسدوا الذوق العام بسلوكياتهم وقلبوا الموازين حتى أصبحوا يفتخرون بثرواتهم التي جمعوها من تفاهاتهم.
اعتذر على الاستخفاف الذي نشاهده، اعتذر على قبح الألفاظ التي نسمعها وتدخل كل بيت، اعتذر دون أن يكون لي ذنب ولكن ذنبى الوحيد سيكون لو أنني سكت.
أنا لا أبحث عن مساحيق تجميل أملأ بها مساحات وجهي وبداخلي فارغ، ويعجبني التفرد الذي أنا عليه، إذ يزعجني أن أكون صورة طبق الأصل من أخرى، ولا أركض خلف خلطات تفتيح، لأن الخلطة الوحيدة التي أتمنى أن تُقدم لكم ودون مقابل هي خلطة تفتيح المخ.