عبد الرحمن بن محمد السدحان
• تعجّ المكتبة العربية بعشرات المصنفات التي تتناول ما بات يُعرف بـ(أزمة الأمة الإسلامية)، تعريفًا وتشخيصًا ومحاولات علاج. وأتساءل على هامش هذه المقدمة فأقول:
- هل الأزمة ناتجة من (تراجع) الإيمان في قلوب بعض الناس، فتاه المرء منهم في فلات الشكّ في نفسه أولاً، فالخَلْقِ من حوله، ثم العالم.. القريبِ منه والبعيد!
- أم هي أزمة وعي ديني وأُخْرَوي، تمثيلاً لا حصرًا؟!
***
• وينقسم الناس حول هذا التساؤل أصنافًا:
- فهناك من يعرِّف الأزمةَ بأنها الابتعادُ عن الله -جل وعلا-، والإغراق في لجة الدنيا، مصَالحَ ولهوًا!
- وهناك من يعرّفها بالإخفاق في تحقيق توازن وجداني سويِّ بين معادلة الدين الحنيف ولوازمه وإغراءاتِ وتحدياتِ العصر الحديث؟!
***
• هنا أيضًا، ينقسم البشر في التعامل مع المواقف السابقة إلى ثلاث فئات:
1- فئة (الاستلاب) بكلِّ ما هو (حديث) والاستسلام له، و(الهجرة) إليه!
***
2- فئةُ (تلازم) الماضي إمّا (هَرَبًا) من تحدّيات العصر وفتَنِه وأزماتِه! أو خوفًا من الانزلاق في متاهة (التناقض) بين طقوس العصر ولوازمه من جهة، وما ترتّبه هُوية الالتزام بالقيم الموروثة مبدأً وممارسةً، من جهة أخرى!
***
3- وثالثة يعاني المنتمون إليها قدْرًا من انفصام بهجة الروح عن سلطة العقل، وغدا أصحابُها لا إلى هؤلاء ولا إلى أولئك، وقد يلجأُون إلى (صيغ تلْفِيقِية) يزعمُون أنها تنهي حالة انفصامهم الروحي والفكري، دينًا ودنيًا!
***
4- وقد تكون هناك فئةٌ أو فئات من الخلائق لا تدري أيها أقرب إلى عقل الإنسان ووجدانه، ولوازم حياته، دينًا ودنيا!!
***
سيدي القارئ..
إذا كان هذا الحديث قد أدخلك من حيث تدري أو لا تدري إلى (متاهةٍ) من الشك والتأويل ومقولات لا تعلمُ أيُّها أقرب إلى اليقين، فلا تقنط من رحمة الله.. ولا تهجو حظك من الدنيا، وعُد إلى (واحة) الإيمان بربّك، ثم الثقة في النفس، ففي ظلهما سترى اليقين يقينًا، والحقَّ حقًا، والباطلَ باطلاً.
ثم... عدْ إلى واحة نفسك، فستجدَ في جُدرانِها شموعًا من الفرح تبشرك باليقين!
***