يمر العام الأول على وفاة شريكة عمري أم عادل.. وهذه الأبيات جزءٌ من مشاعري
يا ساكن اللحدِ هل أحببتهِ سكناً
أم قد رغبتِ عن الدنيا وما فيها
لو تعلمينَ بحالي كيف أنهكها
فراقُكِ المرُّ حتى بانَ خافيها
عامٌ يَمُرُّ وأحزاني تسربلني
ما عدتُ أقوى على صبرٍ فأخفيها
فقدتُ بعدكِ أنساً طالما ألِفت
نفسي السعادة في أحضانِ ماضيها
فقدتُ إنسانةً ظلت تعاملني
طفلاً تدلِّلُه ما كان يرضيها
فقدتُ أمْناً لعُمْرٍ ظل يغمرني
يا زينة الدارِ يا أغلى أمانيها
يا طيبَ نفسي ويا فضلاً غدا زمناً
لي جنة أرتوي من عذبِ صافيها
يا خير من وطئت داري ومن ملكت
قلبي ومن منحتني كل غاليها
أنتِ الحياةُ وأنتِ الحبُّ مكتملٌ
وأنتِ بهجة دنيا هانئاً فيها
واليومَ واليومَ يا لليومِ كيف غدا
من بعد تلك المغاني لا يساويها
أخلصتِ في عشرةٍ لم أنس بهجتها
وفي التسامح قد فاقت معانيها
يا دوحة الخير كنت الظل لي أبداً
فيءٌ عن الحرِّ والرمضاءِ صاليها
لكِ امتناني فلا الأكدارُ تعرفني
صفو معين حياةٍ لست ناسيها
ذكراك ذاكرتي يا كل ذاكرتي
زادت جروحي فمن لي من يداويها
حقاً فقدتك لا سلوى فتصرفني
وسوف أبقى على الذكرى أناجيها
وسوف أبقى مديناً للوفا أبداً
ما دمتُ حياً فدعواتي سأهديها
لم أشكُ ضيماً ولم أعيَ بضائقةٍ
ظلت ملاذي عسى الرحمنُ يجزيها
عليَّ صابرةٌ لله شاكرةٌ
لنارِ ثائرتي كالماءِ يطفيها
ربي لقد أحسنت بي ما شكوت ولم
تشكو فظاظة طبعي وهْي تدريها
ربي اجزها خير ما تجزي به وكفى
أوفى جزاءٍ من الرحمنِ يعليها
وارزقنيَ الصبرَ يا ذا الجودِ محتسباً
أحسن عزائي وآهاتي فداويها
أستغفرُ اللهَ عمَّا حاك في خلدِي
وساوسٌ وحيُ أوهامٍ أُعانيها
كأنها لم تمت أو إن عودتها
وشيكةٌ يا لِنَاري الفقدُ يُذْكيها
مسك الخِتامِ صلاةٌ أبتغي شرفاً
بذكره وسلام اللهِ يُنْهِيها
** **
- محمد بن صالح الفريح