فهد بن جليد
هي حقيبة مليئة بالكاميرات والحسَّاسات الحاسوبية التي تتحدث وتتفاعل سريعاً مع الكفيف لمعرفة الطريق الصحيح داخل المطار للتحرك تماماً مثل المسافر المُبصر، بل تدل صاحبها وتنبه عند رؤية أحد من معارفه أو الوجوه المألوفة بالنسبة له لكونها مرتبطة بهاتفه الذكي، إضافة للعديد من الميزات الأخرى التي ابتكرتها وأضافتها مؤخراً عالمة الكمبيوتر والباحثة الكفيفة (تشيكو أسكاوا)، الموظفة في شركة IBM الأمريكية والتي تضطر للسفر بشكل شهري بين أمريكا واليابان، وتحتاج دوماً لوجود مرافق لها في المطار، ولكنَّها استبدلت كل ذلك بحقيبتها المُبصرة التي قد تكون قريباً ثورة تقنية، تغزو العالم.
القاعدة تقول: أصحاب الحاجة هم أقدر الناس على معرفة أفضل الطرق لحل مشكلاتهم، قد يعجزون أحياناً عن التنفيذ لأسباب مالية أو تنظيمية أو حتى تقنية، لكنَّهم عندما يشاركون في صنع الحلول فإنَّها تكون جذرية غالباً، وتنهي جملة من المعاناة التي لا يشعر بها غيرهم، وهو ما يدعو إلى إشراك (فئة أو شريحة) المستفيدين ضمن لجان وفرق صنع الحلول بشكل احترافي ومهني.
الحقيبة قد تتطور لاحقاً لتصبح يدوية محمولة في أيدي المكفوفين حول العالم، وتكون بديلة لكلاب الإرشاد التي تقود المكفوفين في شوارع الغرب ضمن رحلاتهم اليومية لركوب الباص وقطع الطريق والتسوق والسفر ..إلخ، أو حتى مرافقة الأشخاص والأقارب والعاملين للمكفوف، فالهدف هو منح فاقدي البصر شيئاً من الاستقلالية والحرية في الحركة، ولاسيما أنَّ التكنولوجيا الرقمية تفتح أبوابها مُنذ سنوات لابتكار الآلات والأجهزة وإيجاد حلول تقنية في هذا الباب، ولن تنجح إلا بإشراك (فاقدي البصر) ضمن صانعي الحلول، وهو ما يجب الانتباه له في عالمنا العربي عند مناقشة أو بحث حلول لمثل تلك القضايا.
وعلى دروب الخير نلتقي.