د.عبدالعزيز العمر
عندما يكون الطرح بين المتحاورين طرحًا عقلانيًا منطقيًا، فإنه يجد غالبًا قبولاً تأييدًا من الآخرين، في مثل هذا الظرف تضيق الفجوة بين المتحاورين، بل ويقتربوا من الصواب والحق. وفي العموم، عندما نصف الطرح بأنه عقلاني فهذا يعني أنه طرح لا يتناقض مع طبيعة عمل الدماغ البشري التي كشفت عنها الكثير من البحوث الفسيولوجيه التربوية. لكن السؤال الذي يجب أن نبحث باختصار في إجابته، أو نحوم حول تلك الاجابة على الأقل هو: ما هي أبرز سمات الطرح العقلاتي؟ أو بعبارة أخرى: متى يكون الطرح عقلانيًا؟ إليك الاجابة في النقاط التالية: أولاً: يضعف الطرح ويبتعد عن العقلانية والموضوعية بقدر ما تسيطر على صاحبه العواطف والوجدان، عندئذ يصبح دور العقل هو مجرد تبرير ما تقرره العاطفة والمشاعر. ثانيًا: يغيب الطرح أو الرأي العقلاني عندما يطرحه صاحبه بدرجة عالية من الثقة واليقين (تقول العرب ظن عاقل خير من يقين جاهل)، بل حتى في عالم الفيزياء الحديثة غاب اليقين، وحل محله الاحتمال (مثال: قطة شرودنجر)، ثالثًا: يكون الطرح عقلانيًا عندما لا يناقض بعضه بعضًا، أي عندما تكون الأفكار المطروحة مترابطة ومتماسكة، رابعًا: يكون الطرح عقلانيًا عندما يتم تأييده بالدليل الموضوعي المستمد من الواقع الحقيقي، أي عندما لا يتعارض الطرح مع الواقع المشاهد، خامسًا: يغيب الطرح العقلاني عندما تسيطر على صاحبه أيدولوجيا متخلفة تحجب عنه رؤية الواقع الحقيقي بكل تفاصيله، سادسًا: يغيب الطرح العقلاني عن الشخص الذي يعيش في وسط ثقافي يؤمن بالقدرات الخارقة للأشخاص.