فوزية الشهري
برنامج وثائقي من ثلاثة أجزاء تحدث فيها عبقري الدبلوماسية السعودي صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان عن القضية الفلسطينية، كان حديثه موجهاً للمواطن السعودي والمواطنة يقول لهم: (دولتكم مواقفها ترفع الرأس والتاريخ يشهد والوثائق تشهد وأنا شاركتكم بعضها).
مثل هذا الخطاب، في وجهة نظري، ضرورة وضربة معلم في ظل الظروف الراهنة التي تتصاعد فيها موجات التهم والتلفيق وحملات التشوية للمواقف السعودية مع نكران الجميل الذي يصدح به وبكل وقاحة ممثلو القضية التي ظلت المملكة تبذل من أجلها الكثير، بل تضعها في مقدمة الأولويات السعودية حكومة وشعباً، لن يستطيع حجب شمس المواقف السعودية مع قضية فلسطين غربالهم، لكن إلى متى الصبر على هذه التجاوزات؟
السعودية منذ القدم تعرضت للمخاطر بسبب مواقفها الداعمة للقضايا العربية والإسلامية ونصرتها لهم،
رغم أنه كان بإمكانها أن تسعى إلى التعايش وبما يتوافق مع تحقيق مصالحها منذ زمن طويل، لكنها حملت على عاتقها منذ التأسيس إلى الآن هم القضايا العربية والإسلامية ووسعت للمحافظة على استقرار دول الجوار.
في هذه المقابلة المهمة والحديث الصريح الواضح الذي يعد شهادة للعصر والتاريخ وبالأدلة الدامغة من شخصية عاصرت الأحداث قلب فيها الأمير بندر بن سلطان الطاولة على تجار القضية وتم توثيق مواقف المملكة المشرفة للأجيال المقبلة، لأن السياسة السعودية كانت دائماً هادئة ومتمهلة ولا تعبأ بناكر جميل ولا عميل ولا خائن ولم تنشغل بالرد عليهم وكشف أوراقهم ومواقفهم المخزية، لكن بعد أن طال صبرها آن الأوان لذلك وأظن الخافي أعظم مما ظهر.
اللقاء كان مكاشفة صريحة وضعت النقاط على الحروف، وشكل لنا كسعوديين أهمية كبيرة ومنحنا مشاعر الفخر والزهو بوطننا وأدخل على نفوسنا السعادة وتجلت قوة التلاحم بين القيادة والشعب في ردة فعل المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وقوة موقف الأمير بندر كان برأيي ضماداً لجروح كبيرة خلفتها لنا مواقف الخذلان وخطابات الجحود والشتم التي قابلت يد العطاء السعودية.
الزبدة
إن الانتقال السريع القوي إلى الهجوم، سيف الانتقام الذي يخطف لمعانه الأبصار وهو أروع لحظات الدفاع.