رقية سليمان الهويريني
من خلال متابعة لما ينشر في قنوات التواصل الاجتماعي ألاحظ إهمالاً واضحًا من قبل بعض الأسر فيما يتعلَّق بأبنائهم، حيث لديهم لا مبالاة وتقصير شديد في متابعتهم داخل المنزل وخارجه! وأقرب مثال على ذلك انتشار فكرة الاعتماد على المدرس الخصوصي الذي يرمون عليه عبء مراجعة الدروس اليومية المعتادة بدعوى أنه ليس لديهم الوقت أو البال لتدريس طفل في بداية المرحلة الابتدائية! وقد يستعينون بالمعلم على معرفة جوانب شخصية الطفل ليتحمَّل بعدها مهمة تربيته على أبجديات الحياة!
وعند الاطمئنان الوهمي على مستوى التلميذ الدراسي وتوجيهات المعلم الخصوصي يتركون الطفل يتسلَّى مع الأجهزة الإلكترونية وقتاً طويلاً حتى لا يزعجهم بأسئلته الفضولية أو طلباته المتكرِّرة بمشاركته اللعب بسبب حالة الملل والضجر التي يعيشها! ويزداد الأمر سوءاً ببقاء الطفل مع تلك الأجهزة دون متابعة لما يشاهده حتى لو كانت ألعابًا! وقد يغفل الأبوان أو لا يكترثان بذلك.
ويستمر الحال حين يصبح الطفل مراهقاً، ولا يدرك أبواه أن المجرمين أو المحرضين يتربصون بأبنائهما من خلال ما يهوونه وينجذبون إليه، فتكون حينئذ استمالتهم سهلة جداً، وهناك أساليب جاذبة للطفل يجيدها المختص، فيبدأ عن طريقها بالتحكم والإيعاز له بما يريده. والإهمال لا يتوقف عند الطفل، بل حتى المراهق والشاب من الجنسين ممن يتلقون توجيهات أولئك المجرمين من خلال الأجهزة الإلكترونية وقنوات التواصل المتنوِّعة.
ويتفاجأ الوالدان أن أبناءهم أو أحدهم أدمن وسائل التواصل الاجتماعي فصار يشكِّل ذراعًا خبيثة للمجرمين الذين يحرضونهم على الحكومة بالتخفي تحت أسماء ومعرفات وهمية. فتراهم يكتبون أو ينشرون تسجيلات أو مشاهد فيديو عن بعض السلبيات التي تحصل في أي بلد أو تحدث في أي مجتمع مع تضخيم الحدث المصحوب بالتحريض.
ويقع هؤلاء الشباب ضحية في أيدي المعارضين الكارهين لبلدنا، وتراهم ينصاعون لهم بضغط خارجي واستسلام فكري لها، ورضوخ تام للتأثير الخارجي بسبب الإهمال الأسري، وضعف الشخصية وسرعة الاستجابة، أو البحث عن عمل يستطيعون من خلاله الإثبات لأنفسهم مقدرتهم على فعل شيء يخلدهم ولو كان بائسًا أو شريرًا.