وأنا اليوم أراقبُكِ مِنْ بعيد..
دُونَ أنْ تَشْعُري بي..
بَلْ دُونَ أنْ تَعْلَمِي بِوُجودي في هذا الكَونِ...
وأسألُ نفسي..
كيف أزرعُ طَريقَ سَيِّدتي بالمصادفات..
التي تُقُودُها إلى أفيائي وَلَو لِلَحظَةٍ عابِرَة؟!
أحاولُ أن أفتَعِلَ المصادفةَ..
.....
كانت تلك آخر كلماتٍ كَتَبْتُها لكِ في رسالةٍ قديمة..
وأنتِ خَيرُ مَنْ يَعلَمُ أنَّ جراحَنا القديمةَ لا تَستَأذِنُنا..
ولا تَقطَعُ تذكرةً للإيابِ إلى أفئدتِنا..
بَلْ تُداهِمُ مثل طِفلٍ مُشاكِسٍ..
اعتادَ أنْ يَكتُبَ عبارات بذيئةً..
على جُدران القصورِ الفارهة!
وأحياناً..
تكونُ جراحُنا القديمةُ تَرجَمَةً جديدةً..
طافحةً على مَجالِسِ النَّاسِ!
أقْصِدُ على ألسِنَةِ النَّاس..
والنَّاسُ مِنْ حَولي يَتَحَدَّثونَ عَن السَّيِّدَةِ البدينة..
التي تَعبَثُ بِفَروِ قِطَّتِها في شُرفَةِ بيتها..
ما أكثَرَ المعجبين بِجَمالِ السَّيِّدَةِ البدينة..
التي تَعبَثُ بِفَروِ قِطَّتِها!
في شُرفَةِ بيتها..
وأنا الوحيدُ الذي اشْتُمُها بَينَ النَّاسِ بِمِقدارِ فِتنَتي بِها!
غَيرَ أنَّ شتائمي لا تَحفِرُ قَبراً لِفَضائحِ العشق!
هل تعلمين؟!
لم أكن أدري أنَّ اختياري شَتيمةً تَسْتُرُني وتَليقُ بحبيبتي..
أشَدّ صُعوبَةً مِنَ اختيارِ رِداءٍ أهدِيهِ إليها..
لِيَحْتَمِلَ شَعائِرَ الغوايةِ في حَضْرَتِها!
** **
- فهد أبو حميد