«الجزيرة الثقافية» - حاورها/ جابر محمد مدخلي:
كاتبة إماراتية شقّت طريقاً للإبداع وجاءت مميزة في حرفها، وحواسها المسطّرة، والمنكبّة على قضايا مجتمعها. لم تكن الكتابة لديها مجرد فضفضة ومناقشة وطرح الحلول بمقدار ما كانت حياتها، وشغفها منذ البدء؛ لأنها كما قالت:»أنا أكتب؛ لأبقى على قيد الحياة سطراً يخلّدني ويذكرُني به الناس بعد رحيلي»
موزة عوض بين السنوات التي قضتها لتوجِد لنفسها موقعها بين الكتّاب الإماراتيين والخليجيين والسنوات التي أفرزتها على هيئة مؤلفات ستظل الأجيال تتناوب عليها كل حين. ومع هذه الكاتبة المبدعة تلتقي «الجزيرة الثقافية» لتنقل لقرائها رؤيتها حول نعمة الكتابة وحظها الوافر منها ...
* ابتداءً ترحب «الجزيرة الثقافية» بكم، وبهذا اللقاء اللطيف معكم..
- وبدوري أسعد بوجودي في علامة الصحافة الثقافية البارزة في مشهدينا الخليجي والعربي؛ فـ»الجزيرة الثقافية» موطن الكلمة الثقافية في خليجنا. كما أشكرها على منحها لي هذه الفرصة؛ لأتحدث إلى أعزائي القرّاء من خلال منبرها المهم.
* برأيكم ما الذي قالته موزة عوض في مؤلفاتها الإبداعية حتى الآن، وما الذي لم تقله؟
- بداية..عندما نتحدث عن الوطن فستكون له الأولوية في الحديث، والكثير من المقالات التي كتبتها تشهد، وفي أغلب المناسبات الوطنية؛ لأنه الأحق لنا بالفخر به وإعطاؤه منّا ومن مشاعرنا المكتوبة حق قدره داخلنا وعلينا. ثم إنني قلت الكثير عن الحياة بكل جوانبها: الإنسانية، والاجتماعية، وخاصة تلك القضايا الشبابية، وقد وظفتُ بأسلوبي نصائح الأم لأبنائها. كما تكلمت عن الحب، واللقاء، والصمت، والفراق، والوداع، والموت الذي أخذ منّا أحبابنا ولم يبق لنا وسيلة للالتقاء بهم غير الدعاء لهم. ومع كل هذا أشعر وكأنني لم أقل الكثير حتى الآن؛ ففي الحياة ثمة تفاصيل لا تستطيع البوح عنها لأنها ملكك، وتخاف أن تكون سبباً لاندثارك فور قولها؛ لهذا أرى أن الاحتفاظ بها أفضل من قولها وإن كانت ذات ضرورة أو أهمية!
* الكاتب الإماراتي استطاع أن يصنع مجد كتاباته من موروث وطنه وخليجه الكبير والعريق.. فبمن تأثرت كاتبتنا المبدعة؟
- أدباء وأديبات وكتّاب وطني الإمارات الغالية هم من منحوني مساحة لأنهل منهم بلاغة الحديث عن الوطن والتغني به وبأمجاده الخالدة، وموروثاته العريقة، وهم كثر ولعلي أذكر منهم الأديب والقاص ناصر الظاهري، والأستاذ علي بو الريش، والشاعر عارف الخاجة، والصحفي الإماراتي عبدالله رشيد.. وغيرهم الكثير ممن كانوا يوماً يتغنون بحب الوطن والحديث عنه، وبيقين داخلي أنّ المساحات كلها لن تفي لذكرهم.
* في خليجنا العربي مساحات شاسعة من الحضارات، وإلى جوارها: كثير من القضايا والأزمات المثيرة.. فما الذي يراود كاتبتنا في آونتها الأخيرة للكتابة حوله؟
- جميعنا يعرف مقدار الألم الذي يحاصر منطقتنا في الوقت الراهن والقضايا والهجمات الفكرية التي تنخر عظامنا، وتزعج أفكارنا. إضافة إلى إيقاظ الفتن، والأحقاد، فمن كل جهة تثار حولنا قضايا، وهي لا شك مستثيرة لنا مهما كان شكلها وأثرها علينا كمجتمع خليجي له صفته وطبيعته الوجودية؛ لهذا وخلال هذه المؤثرات مهمتي الدفاع عن وطني والذود عنه بما يمكن أن تكون كلمة صادقة لا تحتمل المجاملة على حسابه؛ فمن يعرف جيداً أنّ الأوطان لا تنبض إلا بأبنائها المخلصين يعرف قيمتها وواجب دفاعه المستمر عنها. والإمارات وطن ينبع منه الإنسانية والسلام وكل ما تفعله دولتي يصب لمصلحة الأوطان العربية، ومما أثار الجدل مؤخراً وما قيل عنها من تطاولات الكارهين لنجاحاتها، والتي كان آخرها أن شقّت طريقها نحو السلام الإنساني؛ ولن يحيد نظر وعقيدة المؤمن بقيادته؛ فالنظر نحو المستقبل مهم جداً لدولة لا مستحيل لديها بعد الله. لقد استطاعت الإمارات بسياستها إرضاء جميع الأطراف وساهمت بالتهدئة وتقديم السلام للجميع على طبق من ذهب، والحكمة أن يفهم المغرضون أن هذا السلام لصالح العالم وليس لها بمفردها!
* من وجهة نظرك هل سيؤثر وباء كورونا على الإبداع وتحديداً الكتابي منه؟
- برأيي أنّ الوباء أسهم في إثراء المعرفة الحقيقية للمجتمعات العالمية؛ ودفعها للتنقيب من مختلف الجوانب والمعارف: الصحية، والنفسية، والاجتماعية، والإبداعية التي أبرزتها كتابة المقالات، والقصص، والروايات، وكذلك القصائد التي سعت لتخليد ذكراه كما حدث في القرن الماضي، حيث خلدت رواية «الطاعون» ذلك الوباء. إنّ وباء كورونا بما فيه من أضرار إلا أنه قد أعطى عدداً كبيراً من المبدعين مساحات مجانية للمبدعين والمبدعات الانتشار والظهور الإعلامي الموسع!
* أخيراً نختم هذا اللقاء الإبداعي الجميل معكم بحديث متروك لكم ...
- لقد أسعدني أن أحطتموني بهذه الالتفاتة، والحوار المشوّق بتساؤلاته وأطروحاته، شاكرةً لكم أخي الروائي المبدع جابر مدخلي، ولـ»الجزيرة الثقافية» هذه المساحة التي ستظل لها مكانة بنفسي ومسيرتي.. راجيةً من الله أن تعمّ الطمأنينة على قلوبنا، وأوطاننا وأن يرحل الوباء والشر عن خليجنا، ومناطقنا العربية، والإسلامية؛ لتعود الحياة إلى أطوارها وحالاتها الجميلة الأولى.