عبدالكريم الحمد
عرّف اللغويون كلمة (مشروع) تعريفًا واضحًا بوصفه «عملية أو نشاط مقيد بزمن، له تاريخ بداية وتاريخ نهاية، ويتم القيام به مرة واحدة من أجل تقديم منتج ما أو خدمة ما بهدف تحقيق تغيير مفيد أو إيجاد قيمة مضافة»، بمعنى أنه لا مجال للاجتهاد أو تفسير المصطلح بمفاهيم مطاطية، تخدم توجهات بديلة، أو لامتصاص غضب فئة معنية بالأمر عبر تعويم المعنى بحجج واهية بعد انحراف المسار بعد فشل ما نتيجة سوء تصرف أو قصور في الإدارة.
وفي اليومَين الماضيَين، وبكل أسف، خرج آخر ممثل للكرة السعودية من دوري أبطال آسيا 2020 بعد خسارة نادي النصر من (برسبوليس) الإيراني في الدور نصف النهائي. ومن الطبيعي أن يصاحب خروج النصر من البطولة صدمة للوسط الرياضي بشكل عام، ولجماهيره بشكل خاص، في ظل الوعود الرنانة، وتعاقدات بالجملة على مستوى اللاعب المحلي والأجنبي للظفر بحلم «دوري أبطال آسيا» الذي طال انتظار تحقيقه لأول مرة في تاريخ الكيان الأصفر.. إلا أن الغريب والعجيب هو القدرة الكبيرة للإعلام المهتم بالشأن النصراوي على سرعة الابتكار والتصرف لغرض الهروب بعقول جماهير النادي بمصطلحات وشعارات رنانة، تطفئ ولو القليل من حنق وعتب وغضب محبي النادي وعشاقه تجاه الإدارة والمدرب واللاعبين؛ إذ ازداد في اليومين الماضيين انتشار نغمة «مشروع النصر»، ورعاها وتكفل بها آلة إعلامية محسوبة، تتغير مفاهيمها واستراتيجية توجهاتها مع نهاية صفارة كل مباراة، وليس مع نهاية كل موسم. آلة إعلامية، لا تفرق بين تجميع الفريق وبنائه؛ ليذهب العاشق والمحب الأصفر ضحية أحلام زائفة، وانتظار محبط للقب قاري، أراد الشعور والتغني به أسوة بالجار.
كما أن المفهوم السائد في مشاريع كرة القدم هو البدء بالمشروع من مراحل الفئات السنية، والاستفادة من مخرجاتها في الفريق الأول، بينما مفهوم الإعلام إياه أن «مشروع النصر» انطلق ليرى النور بعد تعاقدات إدارة ناديهم مع دوسري الهلال وعسيري الأهلي وصليهم الشباب وغنام الفيصلي وعبدالفتاح التعاون وغنام القادسية، ثم الأرجنتيني (مارتينيز) الذي وُصفت صفقته بالأغلى على مستوى قارة آسيا خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، وضمن أعلى 100 صفقة عالميًّا، والثاني في تاريخ الدوري السعودي بعد زميله النيجيري أحمد موسى؛ إذ تجاوزت قيمة تعاقدات اللاعبين المذكورين أعلاه الـ170 مليون ريال في فترة زمنية قصيرة رغم عدم التطرق لصفقات أخرى كانت أقل قيمة.
قبل الختام:
هل النصر نادٍ صاعد حتى يحتاج لمشروع؟..
أين حقيقة ثباته في المنافسة التي كانوا يزعمون؟!