عثمان أبوبكر مالي
دعم كبير تقدمه وزارة الرياضة للأندية السعودية جميعها ومنذ سنوات، خاصة الأندية الكبيرة، وهذا امر معروف للجميع، وفي الوقت الذي يظهر (الدعم) واضحاً في أندية كبيرة مثل النصر والهلال والشباب، لا يبدو الأمر كذلك بالنسبة لنادي الاتحاد، ولم يمنعه الدعم الكبير من مواصلة السقوط وتدهور النتائج موسمين مضيا، وفي الموسم الماضي لم ينج من مظلة الهبوط إلى الدرجة الأولى إلا في الأسبوع الأخير من الدوري، رغم (المبالغ الكبيرة) التي قدمت لإدارته، التي وصل مجموعها إلى 244 مليون ريال خلال عام واحد وتحديداً الفترة من 1 - 7 - 2019 م إلى 30 - 6 - 2020م ولم يغير ذلك من وضع فريق كرة القدم وجميع ألعاب النادي التي عاشت تراجعاً وتدهوراً لم يحدثا من قبل، وذلك يعني أن مشكلة النادي الكبير ليست (المادة) كما يظن البعض، وإنما مشكلته الحقيقية هي (الفكر) وافتقاد الإدارة للقدرة على التعامل وأخذ الخطوات ومواجهة الأحداث والمواقف والعقبات التي تعترضها برؤية سليمة واضحة وصحيحة، وينتج عن ذلك قرارات عشوائية ومتناقضة فيها هدر كبير في الأموال ومضرة للنادي في المواقف والأموال والدعم وكل ذلك لعشوائية العمل الناتج عن ضعف الخبرة والدراية وانعدام الحكمة والرؤية السليمة التي تخدم العمل ولا تضر بالنادي، بل تكبده خسائر في الأموال والمواقف.
ومع قرب انطلاقة الموسم الجديد لا يبدو أن في الأمر جديدًا، في ظل تمسك الإدارة بنفس أسلوبها وطريقتها في إدارة الأمور دون تغيير، مما يعني حاجة النادي إلى (تدخل) ودعم بالفكر والمشورة من خلال رجالاته وشخصياته الكبيرة التي سبق لها أن عملت فيه، وترأست وأدارت أموره وشؤونه المختلفة، بل إنها وجدت وعملت في أجهزة رياضية رسمية على مستوى الوطن في الاتحادات والهيئات واللجان المختلفة.
إنني أطالب سمو وزير الرياضة بأن يتدخل ويقدم لنادي الاتحاد (الدعم الحقيقي) الذي يحتاجه حالياً، وهو بالإضافة إلى الدعم المادي وربما يسبقه؛ الدعم بالفكر والرأي والمشورة من قبل رجالاته وبمعرفة سموه وقراره، وأقترح تشكيل (مجلس حكماء) يكون لهم الرأي والمشورة في أعمال وخطوات النادي، وحتى تعاقداته وقراراته الإدارية والفنية، والواضح أن رئيس النادي ونائبه يفتقران لكل ذلك وفي نفس الوقت يرفضانه، ويرفضان الاستماع لأصوات العقل والنصح والآراء من رجالاته الأوفياء وهو أمر استمراره يعني بقاء النادي في (الوضعية) التي عاشها عامين متتاليين، ويحاول بعض رجالاته مساعدته وسحبه للخروج منها وهو ما يبدو أن هناك رفضاً له من الرئيس وإدارته.
كلام مشفر
« إدارة لا تجيد حسن التصرف ولا الدبرة والتعامل مع الأحداث والمواقف وفي نفس الوقت ترفض (الأيادي الممتدة) لها ومساعي شخصيات يهمها أمر النادي ومسيرته والسعي لإنقاذه وعدم استمرار سقوطه للعام الثاني، فعلوا رغبتهم عملياً وجلسوا وعرضوا على الرئيس استعدادهم لمساعدته وتقديم خبراتهم وتجاربهم ومشورتهم ولكل الملفات والقضايا التي يعيشها النادي.
« للمعلومية تلك الأسماء ذات الخبرة كانت رغبتهم وعرضهم الدعم والمساندة مجاناً (إدارياً ومالياً)، لكن الأمر أنتهى عند (اللقاء الأول) وتوقف التواصل لعدم وفاء الرئيس بوعوده تزويدهم بالملفات و(المعلومات) المطلوبة التي على ضوئها يمكن التحرك والعمل خاصة (الملفات المالية).
« أحد أهم أوجه الهدر المالي من الإدارة المبالغ المالية في (الصفقات المضروبة) وعلى سبيل المثال صفقة اللاعب التونسي (انيس البدري) الذي عرض على أحد أندية دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بمبلغ مقداره 600 ألف دولار، وراتب شهري 50 ألف دولار، ثم عرض على نادي الاتحاد، وبالرغم من نصيحة (مطلعين) بعدم مناسبته باعتباره خارج للتو من إصابة وعدم انضباطيته ورفض المدرب (تين كات) له تم التعاقد معه.
« ومن شواهد الهدر المالي هو ما دفع للتعاقد معه، حيث وصل العقد إلى 2.5 مليون دولار وراتب شهري 200 الف دولار، والآن بعد أن تأكَّد عدم الاستفادة منه وعدم رغبة المدرب (كاريلي) فيه سيكون مطلوباً لإلغاء عقده دفع ستة رواتب (مليون ومائتي ألف دولار ينطح دولار(!!).
« الشخصيات التي التقت رئيس النادي وعرضت عليه خبراتها وجهودها ومساعيها (إدارياً ومالياً) أسماء سبق لها العمل وترأس النادي سنوات وحققوا معه إنجازات وبطولات ومشاريع واستمروا يدعمون النادي من خارجه، بل إن لبعضهم قرارات تاريخية (آثروا) فيها غيرهم على أنفسهم، كما فعل على (سبيل المثال) المهندس حسن جمجوم الذي (استقال) من الرئاسة عام 2003م ليفسح المجال أمام منصور البلوي لتولي المنصب.