استمعت إلى المقابلة التي تمت في إذاعة الرياض يوم السبت الثاني من شهر صفر لعام اثنين وأربعين وأربع مئة بعد الألف من الهجرة، الموافق السابع عشر من شهر سبتمبر لعام ألفين وعشرين ميلاديًّا، مع صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن مشعل بن سعود بن عبدالعزيز رئيس جمعية الطيران السعودي وصاحب ومؤسس الديوانية الشهيرة.
وقد كان الحديث في برنامج أبعاد عن الطيران، والفرص الواعدة لهذا المجال الخصب. وكمهتم بموضوع الشباب والفرص المتاحة لهم فقد سرّني حديث الأمير لما تضمنه من مواضيع جديدة، وآفاق رحبة، تنتظر أبناء هذا الوطن، وتندرج ضمن الرؤية الطموحة لولاة الأمر في بلدنا أعزها الله. إنها طاقات طبيعية وأفكار مبدعة لاستنهاض واستثمار الفرص المختلفة المتاحة الكامنة فيما يسميه سموه قارة المملكة التي تنتظر المبادرات لاستغلالها، ويأتي على رأسها المجال الخصب الواسع الذي لا يزال بكرًا، ويتسع لمئات الآلاف من الفرص للشباب؛ لدعم وتحقيق الخطط الاستراتيجية للوطن للوصول به إلى مصاف العالم الأول.
دعني أيها القارئ الكريم أختار بعض المواضيع المهمة التي تطرق إليها سموه، وتستحق أن يعقد حولها مؤتمرات واجتماعات لتحديد آليات تنفيذها في هذا العالم المتنافس المتسارع.
أولاً: الثروات الطبيعية والبشرية الكامنة في بلدنا التي بدأت تصبح مكان استقطاب سياحي عالمي، يضاعف من فرص الإنتاج والتطور وتبوُّؤ المكانة المناسبة. والطيران العام والخاص مجال كبير وضخم وبكر؛ يحتاج إلى المزيد لاستغلاله، وتقديم الدعم والتشجيع لوضع هذا المجال في موضع الأولوية.
وسمو الأمير يتحدث عن هذا المجال وهو خبير ووطني من الدرجة الأولى، ويتناول الموضوع بوطنية وبعمق، ويقدم هذه الخبرة والاستكشاف لمن يعنيه الأمر، وسينال -بإذن الله- الاهتمام اللازم.
والموضوع الثاني الذي شدني في حديث سموه، ويستحق الالتفات والاهتمام من قِبل وزارة التعليم والجامعات والقطاع الخاص بعامة، ومن يعنيه الأمر مثل وزارة التخطيط، هو التدريب والتعليم والإعداد للشباب في المجالات المختلفة للطيران وصناعته، مثل الطيارين ومساعدي الطيارين والمراقبين الجويين والملاحين وفنيي الصيانة والمبرمجين، وكل ما له علاقة بمجال الطيران العام والخاص حتى لا يُفتح مجال الطيران، ويتم إصدار التشريعات وفتح الفرص لتحقيق الرؤية الخاصة بصناعة الطيران، ثم لا تتوافر الكوادر الشبابية الوطنية اللازمة والمؤهلة والكافية.. فلا بد أن تعد العدة، وتجهز الجامعات الأكاديميات والمعاهد أنفسها لفتح المجالات للتعليم والتدريب لمستقبل هذه الصناعة للسنوات العشر والعشرين القادمة.
والموضوع الثالث يتعلق بنوادي الطيران التي اقترحها سموه الكريم للحاضر والمستقبل، والحاجة لقيام العشرات من الأندية لدعم وتوفير الخبرة والاستشارة لأصحاب الرغبات والميول والاحتياجات للالتحاق بمهنة الطيران داخل الوطن، وما أكثرهم. وهكذا نجد أن اللقاء تضمن فيضًا من غيض، وشخّص الداء، ووصف الدواء.. وأتمنى أن أرى هذه المبادرة تأخذ حقها من الدراسة والتطبيق والدعم؛ فهي مشروع وطني، ومبادرة كبرى.
وأكتفي بهذه الإضاءات على مشروع الوطن للفرص الواعدة للشباب السعودي. وشكرًا سمو الأمير على المبادرة والأفكار الوطنية المبدعة للشباب والوطن الغالي.