فهد بن جليد
سعر المعدات الرياضية النسائية في أسواقنا مثل (الدراجات, أجهزة اللياقة البدنية, وغيرها) أغلى من سعر المنتجات الرجالية بشكل لافت, المبرِّر الوحيد أنَّها خاصة للنساء وغير متوفرة بكميات كبيرة, هناك اهتمام واضح (بالشكل واللون وسهولة الاستخدام) أكثر من الفائدة المرجوة والمنتظرة, بعكس مجتمعات أخرى تتشارك النساء فيها الرياضة مع الرجال بذات الأدوات تقريباً, ما ينفي خصوصية التصنيع المطلقة, فهي (خيار ثانوي) لا يجب أن تؤثِّر على الأسعار إلى هذه الدرجة.
الرياضة النسائية تعاني عدم وضوح للمفهوم الرياضي والبناء البدني كأي نشاط آخر تنخرط فيه المرأة في كل مكان في العالم, اهتمام واضح بتفاصيل (الشكل الخارجي) على حساب البناء الرئيس للفكرة, أوضح مثال على ذلك اهتمام (مذيعة التلفزيون) بطلتها وشكلها ومكياجها ولبسها -تستغرق لذلك (ساعات)- أكثر من اهتمامها بأصل الفكرة والحديث أو سبب خروجها على الشاشة, فنصيب تحضير المحتوى والمحاور وموضوع النقاش لا يستغرق عادة سوى (دقائق) مقارنة بالتحضير المطوَّل للشكل, هذه الصورة تنطبق على كثير من النشاطات النسائية - لا يمكن التعميم- بالطبع, هناك نماذج نسائية مبدعة ورائعة في كلا الجانبين.
افتتاح ناد رياضي نسائي للياقة البدنية من أكثر المشاريع المربحة هذه الأيام, انظر حولك كم نادياً رياضياً تم افتتاحه مؤخراً؟ الاعتماد الرئيس وعنصر الجذب ليس على المعدات والأجهزة الرياضية والأثر البدني المتوقَّع تحقيقه, النصيب الأكبر يذهب (لزوايا) التصوير والاسم والديكور والموقع ونوعية العضوات والخدمات الترفيهية الإضافية المقدَّمة, المراكز والأندية الرياضية لن تحقق دورها في بناء جسم صحيح لمحاربة السمنة وتداعياتها وبناء اللياقة البدنية, إلا إذا نجحنا في تغيير الفكر السائد والراسخ عن هذه التجمعات والأندية بإسناد المهمة إلى المتخصصات والمتخصصين في المجال الرياضي وقصرها عليهم كنشاط خاص, وعدم ترك منح التجار تراخيص افتتاح أندية ومراكز رياضية نسائية تبيع (وهم الرشاقة) بتحقيق الربح المادي واستنزاف الجيوب, دون فائدة تذكر.
وعلى دروب الخير نلتقي.