أحمد المغلوث
لا يختلف اثنان في وطننا أو غير وطننا أن الجمعيات الخيرية وفي كل وطن في هذا العالم الواسع أن هذه الجمعيات وكما هو معروف للجميع، إنها جمعيات لا تعتمد على الربح المادي بقدر ما تعتمد على الربح الحقيقي وهو «الربح الإنساني» الذي لا حدود له. لقد أسعدني يعلم الله ذلك الخبر المصور الذي وزعته «جمعية البر بالأحساء» والذي تضمن تسليم الجمعية عصر يوم الثلاثاء الماضي إحدى الأسر المستفيدة منزلهم بعد الانتهاء من أعمال الترميم والتأثيث بتكلفة إجمالية بلغت قرابة 60 ألف ريال. هذا العمل والفعل الذي ليس الوحيد الذي نفذته الجمعية، بل هناك المئات من المنازل التي أسهمت الجمعية في ترميمها ومنذ تأسست قبل أربعة عقود لكن هناك العشرات من المنازل التي عملت الجمعية الموقرة على تحسينها وتطويرها عبر مشروع «الترميم» الكريم وذلك من خلال مساهمة الداعمين الكرماء المحبين للخير والصدقات وبحسب التقرير السنوي لجمعية البر لعام 2019 بلغ حجم الإنفاق على مشاريع الترميم قرابة مليون ونصف المليون ريال. وكم هو جميل أن تقوم جمعية بر الأحساء وغيرها في وطننا الحبيب بمثل هذه المشاريع الاجتماعية ذات التوجه الإنساني الكبير. والكثير منا يعلم أن الجمعيات الخيرية في كل مجتمع من أفضل وأروع الأنشطة والفعاليات الوطنية فهي والحق يقال «أبواب خير» تشرق شمسها على جميع الفقراء والمحتاجين والضعفاء وحتى الذين لا يعملون لأسباب مختلفة. ولا شك أن تشجيع الأغنياء والأثرياء على مزيد من العطاء والمساهمة في أعمال الجمعيات الخيرية وذلك بالمزيد من جمع الأموال من محبي الخير في المجتمع وما أكثرهم وصرفه على فئات متأففة تخحل أن تطرق الأبواب للتسول أو حتى إشعار الآخرين بحاجتهم إلى سداد فواتيرهم للكهرباء والماء أو حتى تأمين الطعام لهم.. جميل أن تنتشر فروع للجمعيات الخيرية في مختلف المدن والبلدات لكن الأجمل من هذا كله أن يخصص في قنواتنا الفضائية المختلفة شريط متحرك يدعو إلى المساهمة في دعم الجمعيات الخيرية.. يحمل أرقاماً موحدة وسهلة للاتصال بها.. وماذا بعد تعلمنا مبكراً أن الجمعيات الخيرية في كل مجتمع لها عديد من الآثار والإيجابيات المختلفة والمفيدة التي لا يستغني عنها كل مجتمع. وعلى الرغم من الدعم المادي الكبير الذي تقدمه الدولة من خلال صرف المليارات لها. فهي أيضاً بحاجة ماسة لدعم أفراد المجتمع والشركات والمؤسسات. فزيادة الخير خير. خاصة أن بعض الجمعات تتعدد نشاطاتها وأعمالها وبالتالي تضاعف من فعالياتها المجتمعية والخدمية وكذلك من المفروض أن تسعى الجمعيات في رفد ميزانيتها السنوية من خلال إيجاد مصادر خارجية قادرة أن تقدم الدعم المالي عبر مظلة «التسويق الخيري» وهذا العمل والنشاط يكاد يكون موجوداً في مختلف الجمعيات والمؤسسات الخيرية في العالم.. فعادة ما يخصص نسبة من المبيعات لمصلحة هذه الجمعية أو تلك.. فمثلاً مركز راولي الثقافي والفني بمانشستر ببريطانيا يخصص نسبة من دخل مبيعات أعماله المستنسخة الكبيرة والصغيرة لجمعيات خيرية. وإنسانية علماً بأن المركز يدر عشرات الملايين من الجنيهات على مدينة مانشستر.. لماذا لا نتيح الفرصة لتسويق أعمالنا الفنية من خلال جمعياتنا وفي مختلف المناطق مع خصم نسبة مناسبة لهم.. لماذا...؟!