سلطان المهوس
لا أفهم أن يكون هناك «فاسدًا» أمامك وتكتفي فقط بإطلاق التهم وتشويه صورته بدلاً من أن تجره للمحاكمة ليلقى مصيره مقدما خدمة جليلة للعالم ومحافظا على حضارية التعامل النظامي لمثل تلك القضايا!
انقض خصوم «بلاتر» عليه «2015» ولم يكتفوا بتصاريح الاستهجان ورمي التهم، فقدم استقالته مرغمًا وهو من فاز قبلها بولاية خامسة لامبراطورية الفيفا..!!
لحقه رئيس الاتحاد الأوربي لكرة القدم الفرنسي ميشيل بلاتيني» 2016»..!!
استقال خوان أنخيل نابوت «بارجواي» نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من منصبه كرئيس لاتحاد أمريكا الجنوبية للعبة الشعبية، في أعقاب اعتقاله على خلفية فضيحة الفساد التي عصفت بالفيفا 2015.
الثامنة صباحاً «6-6 -2019» الشرطة الفرنسية تلقي القبض على أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم «الكاف» في فندق إقامته بالعاصمة الفرنسية باريس بعد أن أرسل الأمين العام السابق لـ»الكاف» عمرو فهمي خطابًا إلى «الفيفا» اتهم فيه أحمد بمطالبته بدفع 20 ألف دولار لحسابات رؤساء بعض اتحادات كرة القدم الإفريقية، وبينها تنزانيا والرأس الأخضر، كما اتهمه بتكليف خزانة الاتحاد الإفريقي 830 ألف دولار إضافية، من خلال طلب بعض الخدمات من شركة فرنسية، وإنفاق أكثر من 400 ألف دولار من خزانة الاتحاد الإفريقي على السيارات في مصر ومدغشقر، وقبل ذلك حُرم رئيس الاتحاد الآسيوي السابق قطري الجنسية بعد أن تبين فساده ورشاويه من أي صلة بالرياضة مدى الحياة.
نماذج لقضايا دولية وقارية «ساد» فيها القانون في الشكل العام دون الخوض بالتفاصيل، وهو ما يدعو إلى وجود طمأنينة بأن «الرقيب» لا «ينام»..!!
في القارة الآسيوية تعلو أصوات «هنا» و»هناك» تتهم الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالفساد لكنها عاجزة عن استخدام «القانون» بسبب عدم وجود ما يؤكد ذلك.
الآسيوي الذي وضع إيميلاً خاصاً وتطبيقًا للهاتف الجوال للإبلاغ عن أي قضايا تتعلق بالخروج عن الأنظمة في مجال التلاعب بالمباريات أو الفساد, أنشأ وحدة للنزاهة يقودها السعودي أحمد العصيمي منذ عام 2018, ولم يكتف بذلك بل استجابة لمن يرغب أن يختار التبليغ عن قضايا الفساد بعيدًا عن الآسيوي وافقت الجمعية العمومية للاتحاد القاري «2017» على اختيار الإماراتي محمد الكمالي رئيساً للجنة النزاهة بالاتحاد الآسيوي لكرة القدم بالإجماع والتي تعمل بشكل مستقل تمامًا، ولديها صفحة رسمية بموقع الآسيوي الإلكتروني وعناوين واضحة يمكن التواصل معها للإبلاغ عن الفساد أو الملاحظات إن وجدت.
الفساد آفة عالمية علينا محاربتها، ومن يؤكد- أيًا كانت صفته- أن الآسيوي فاسد ولديه أدلته فليتقدم، فأمامه سعودي وإماراتي وليختر ما يشاء منهما فكلاهما على قدر من الأمانة والثقة.
علينا أن نتحد لنكون أكبر قوة ضد أي فساد محليًا وخارجيًا يمكن إثباته متى تأكد لنا ذلك.. لسنا ضعفاء.. نفتقد فقط لتغيير السياسة من القول.. للفعل.. ولنرى ماذا سيحدث؟!!