فهد بن جليد
(كورونا) ليست خسائر دائماً، (إتش آند إم) ثاني أكبر سلسلة لبيع الملابس بالتجزئة في العالم تخطط لإغلاق 250 فرعاً، بعد أن لاحظت تغيراً في أسلوب الشراء لدى المستهلكين في مختلف الدول، واعتمادهم على طلبات الـ(أون لاين)، وقبول هذا الأسلوب بسبب جائحة (كورونا)، التخفيض التدريجي لعدد المتاجر بنحو 5 بالمائة يلقي بضلاله على أسلوب كثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة، التي ترقب خطوة (عملاق) الملابس والأحذية والإكسسوارات عالمياً، ما يعني أنَّ شركات أصغر ربما تنتهج ذات الأسلوب وتختفي من الأسواق لتظهر (عبر النت) ومواقع خدمة الـ(أون لاين).
السلسلة السويدية مثل بقية شركات العالم تحاول استغلال جائحة (كورونا) للمبالغة والتشكي طمعاً في جني الأرباح وتخفيف الالتزامات -رغم موجة التعافي- بإظهار أنَّها تكبدت خسائر بإغلاق 900 متجر حول العالم بسبب (كورونا)، وانخفاض أرباحها من 5 مليار دولار العام الماضي إلى نحو 2.5 مليار دولار هذا العام، هذه الحيلة ربما تهدف لاقتناع العاملين بفكرة تقليص أعداد الموظفين وعدم الحاجة لآلاف منهم في المرحلة المقبلة، لاسيما مع تغريم محكمة هامبورج الألمانية السلسلة بغرامة تفوق الـ41 مليون دولار بسبب تشارك 50 مديراً فيها، التجسس على بيانات العاملين واتصالاتهم وظروفهم الصحية والعائلية ومعتقداتهم الدينية، المتاجر العالمية الأخرى ترقب خطوة التقليص هذه ونتائجها، ما يعني أنَّ المستقبل بالفعل سيكون (للبيع عن بعد)، وفقدان الوظائف، فالعالم سيودع حتماً في (وقت ما)، آخر متجر يمكن الدخول إليه فعلياً، والتبضع منه بشكل ملموس حسياً.
ما الذي يهمنا من هذه القصة؟ للسلسلة فروع عديدة في المملكة، وبالتالي يتوقع ازدياد واضح وملموس في أعداد المتسوقين عبر الـ(أون لاين)، مع العلم أن التجارة الإلكترونية رائجة لدينا مُنذ وقت مبكر، لكنَّ الجديد هذه المرة هو انتقال المنتجات والمعروضات من أرفف المتاجر إلى شاشات الهواتف بشكل أوسع وأسرع وزيادة شريحة المتسوقين، ما يتطلب مجارات المتاجر السعودية وتناغمها مع الخطوة، حتى تلك الصغيرة والمتوسطة الفرصة أمامها اليوم للنمو بكلفة أقل وربح أكبر، كل هذا برعاية (كورونا).
وعلى دروب الخير نلتقي.