عبده الأسمري
نظر بشموخ إلى «سنام» التفرد وانتظر بعمق في «اغتنام» التجرد.. فشكل «عقليته» من ظواهر «النقاش» و«بواطن» الدلائل» فصال ملوحاً بيراع «اليقين» في معارك الاختلاف وجال ممدوحاً بإقناع «البرهان» وسط مسالك «الائتلاف».. كاتباً جملته الاسمية من مبتدأ «الإثبات» وخبر «النتيجة» مكملاً جملته الفعلية من أفعال مرفوعة بالهمة كان فيها «الضمير المتكلم» و«الفاعل المعلوم».
إنه العالم والباحث والأديب والمفكر محمد عمر عبدالرحمن بن عقيل الظاهري أحد أكبر المثقفين والمؤلفين والعلماء في السعودية والخليج..
بوجه وقور يحفه الزهد ويؤطره الجد ويسكنه الود.. وعينين لماحتين.. ولحية مخضبة تتوسط محيا عامر بالنبل غامر بالفضل وعلامات نباهه ومعالم نباغة تسمو على تقاسيم «نجدية» أليفة تتقاطر أدباً وتتوارد تهذيباً تشبه والده وتتشابه مع أخواله.. مع قوام قويم يرتدي الأناقة الوطنية التي تعكس «التدين» وتبرز «التيقن» وصوت جهوري مسجوع بعبارات «التفسير» مشفوع باعتبارات «التعبير» ولغة بليغة وخطابة بارعة تستند على «موسوعة» معارف وتعتمد على «سعة» مشارف قضى ابن عقيل من عمره عقوداً وهو يبني «صروح» المعاني ويؤسس «طموح» التفاني في دروب «التأليف» ومنصات «التشريف».. ملهماً بالكتابة مستلهماً بالقراءة.. خازناً للمعلومات.. سادناً للمهمات.. فارساً للحكمة.. مفهرساً للحنكة.. رفيقاً للبحوث.. وصديقاً للتباحث.. ليكون «حجر» بشري لزاوية «المدارك» و«ركن» إنساني لهوية «التنافس».
في شقراء السخية بإنجاب «القامات» ولد وجاء قدومه كبهاء غيث منتظر في ليلة «شتوية» زاهية.. ونشأ بين والد كريم علمه «مغانم» المعرفة سراً و«غنائم» الشهامة» جهراً وأم حنونة ملأت قلبه برياحين «الدعاء» ومضامين «الحنان» فتربى بين اتجاهين من الاطمئنان والعرفان..
ركض ابن عقيل.. متوشحاً «حرية» الطفولة مولياً قبلته نحو «سرية» البطولة في «كتاتيب» قريته متنفساً روائح الخزامي في حقول بلدته متشرباً ملاحم النشامى في «تجمعات» عائلته.. منجذباً إلى «قصص» الفالحين من أبناء عشيرته مكللاً بكيميائية ذهنية بين دوافع اعتمرت قلبه وأمنيات استعمرت وجدانه فظل يمطر ليل أسرته بأسئلة «المطامح» موجهاً بوصلته نحو «عوالم» العبقرية في قصص «الأولين» ومعالم «العفوية» في وجوه «الطيبين» فتماثل مع بيئة «النشأة» وتكامل مع هيئة «النبوغ» فظل حديث «نبوءة» اكتملت بدراً في مراسم «التفوق» التي حصد فيها شهادة الثانوي ثم نال بكالوريوس الشريعة من جامعة الإمام ونال الماجستير في التفسير من المعهد العالي للقضاء بالرياض.. وتتلمذ على أيدي عدد من المشايخ.
عمل في إمارة المنطقة الشرقية ثم في ديوان الموظفين العام ثم مديراً للخدمات في الرئاسة العامة لتعليم البنات، ثم مستشاراً شرعياً في وزارة الشؤون البلدية والقروية، ثم مديراً للإدارة القانونية بالوزارة ذاتها وتعين رئيساً للنادي الأدبي في الرياض، ورأس تحرير مجلتي التوباد، والدرعية التي يملك امتيازها، وعضو مراسل في مجمع اللغة العربية بالقاهرة. وشغل عدة مهام مختلفة.
كرمه نادي الرياض الأدبي عام 1424 واختير ليكون شخصية العام في مهرجان الجنادرية 1437 وكرمه الملك سلمان بمنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى وكرمه الأمير سعود بن نايف في حفل نظمه نادي الشرقية الأدبي.
ألف ابن عقيل عشرات الكتب والبحوث والدراسات في علوم القرآن الكريم والسنة والعقيدة والأدب واللغة والفن والفلسفة والأنساب والتاريخ والثقافة ونشرت له مئات المقالات في عدة صحف وشارك في عشرات اللقاءات والبرامج الإذاعية والتلفزيونية وحاضر وألقى عديدًا من الندوات المتخصصة.. اهتم كثيراً بكتب الإمام ابن حزم الأندلسي.
أبو عقيل مفكر نبيل امتلك «حس» التدبر فاستهلك «إحساس» التسرع حيث تراجع عن مسائل ورؤى تعلقت بالفن والغناء واضعاً «الجرأة» خطوة أولى و»المراجعة» حظوة مثلى محولاً التغيير إلى «صيد» ثمين والاقتناع إلى «رصيد» متين.. تاركاً قافلته تجوب فيافي «النقاش» بأنفاس طويلة ليظل «ثاوياً» في أهل «الفكر» كأنيس فعل وعريس محفل.
يصاب الناظر إلى إنتاج أبي عقيل الظاهري بالدهشة ويهاب بالغزارة حتى يجد «الإجابة» في متن «البراعة» ويلقى «المهابة» في ضوء «الموهبة» وسط سطوة «التنوع» المذهل الذي كان وسيظل «سر» الانفراد الذي صدح «علانية» بالانتصار في ميزان «المقارنة» والاعتبار في «اقتران» المنافسة.
أبو عقيل الظاهري «المفكر» الجوهري صاحب الإنتاج الغزيز والإبداع الوفير الذي ملأ «فراغات» الجهل وردم فجوات «البحث» وأكمل «إجابات» الأسئلة ووظف «معايير» التميز وأعلن «مزايا» التأثير..