محمد آل عاجه الأسمري
المتأمل لحال هذين الإعلاميين -توفيق عكاشة وإيدي كوهين- ومن على نسقهم، يجد البعض من التنبؤات أو (المعلومات) التي تسترعي دهشة الجمهور بوقوعها، والتي تُنسِي المتلقّي الكثير من تناقضاتهم.
وهنا أقتبس للدكتور عبدالله الغذامي قوله إن «المتلقي، العنصر الأساسي في التحكم بقوة القنوات الإعلامية، رغم الكم الهائل من المعلومات التي يتلقاها من الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي التي تفوق طاقة الاستيعاب، وهو ما تسبب بانتشار ظاهرة النسيان لدى مختلف شرائح المجتمع»، إلا أني قد أختلف معه في كون المتلقي عنصراً «أساسياً» للتحكم بالآلة الإعلامية لسبب بسيط جداً وهو أنّه (الزبون).
لا آبه لمعلومات عكاشة وكوهين وغيرهما إن كانوا يستقونها من أجهزة استخبارية أو أنها استنباط وتحليل -وهذا يستدعي عمقاً- لا أظن أحدهما يمتلكه.
فالساحة الإعلامية كثيراً ما تقتات على الإثارة والثرثرة، والأسلوب الساخر يملك ترف المراوغة بين السفسطة والجدّية، بينما هنالك بعيداً عن الساحة تجد آراء وتحليلات من مفكرين مغمورين لا يسعك سوى الوقوف عندها وإعطائها «تعظيم سلام»، ولكن ميزان الإعلام يسير بخطًى عرجاء، والشهرة قد تكتسب بالسخافة والغرابة، المشهد الإعلامي العربي بكامله مقلق، ويدع الحليم حيران، لسهولة التأثير عليه من أطراف وكيانات.
ربما أنها ضريبة الانفجار التكنولوجي، وربما هي صنيعة من بيده جهاز (الكنترول)، وربما لم تعد تجمعنا نفس المبادئ وتغلغلنا في التصنيف عوضاً عن الإنصاف.
وهنا أختتم بوصف القامة الدكتور حسن بن فهد الهويمل عن الإعلام العربي في قوله:
«الإعلام العربي كـ(قوم إبراهيم) عندما جعل أصنامهم جُذَاذاً, وعوا لحظة واحدة: {فَرَجَعُوا إِلَى أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُون}، ولكنهم {نُكِسُوا عَلَى رُؤُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَؤُلاَء يَنطِقُون}».