محمد جبر الحربي
لَها الْوَرْد
وَإِنِّي أَرَى رُوحِي تَلَاشَى بِرُوحِهَا
مَدِينَةُ مَنْ صَاغَ الْجَمَالَ بِرُوحِي
وَمَا كُنْتُ مَدَّاحَاً.. وَلَكِنَّهُ النَّوَى
فَتَبْرَأُ مَا جَادَتْ.. جَمِيعُ جُرُوحِي
لَهَا الْوَرْدُ وَالنَّعْنَاعُ وَالْحُبُّ كُلُّهُ
وَمِنْها انْطِلَاقَاتُ الْخَيَالِ بِبَوْحِي
يَقُولُونَ إِنِّي غَامِضٌ أَكْتُمُ الْهَوَى
وَشِعْرِي وَضِيءٌ فَالْبَيَانُ وُضُوحِي
نخلَةُ الله
الصُّبْحُ مِنْكِ، فَنُورُ الْوَجْهِ لِي قَمَرٌ
وَالليْلُ مِنْكِ، وَنُورُ الشَّمْسِ بِالْبَابِ
وَاللحْنُ مِنْكِ وَهَذا الشِّعْرُ لِي وتَرٌ
مِنْ طِيبِ أَصْلِكِ، كُلُّ النَّاسِ أحْبَابِي
يَا نَخْلَةَ اللهِ، يَا نَبْضِي، وَأَوْرِدَتِي
رَأَيْتُ مَا بِكِ... هَلّا قُلْتِ لِيْ مَا بِي
مَنَحْتُكِ الْحُبَّ صَحْواً.. تِلْكَ مَنْرِلَتِي
وَكَيْ تَنَامِي.. مَنَحْتُ النَّوْمَ أَهْدَابي
طفْلَةُ الْإيمان
أَيَا إِينَاسُ يَا فَيْضَ السَّحَابَةْ
وَيَا نَبْضَ النَّبَاهَةِ وَالنَّجَابَةٌ
وَيَا سِحْرَ الْقَصِيدَةِ حِينَ نَشْدُو
وَسِرَّ دُعَائِنَا حِينَ اسْتجَابَةْ
فَلَا ضِِيقٌ بِنَا مَا دُمْتِ فِينَا
فَأَنْتِ الْقَلْبُ وَالْفَمُ وَالرَّحَابَةْ
كَتَبْنَا مَا نَكُونُ وَمَا نُرَجِّيْ
وَكَانَ خَيَالُنَا مِسْكَ الْكِتَابَةْ
خَيَالٌ قَدْ تَدَلَّى مِنْ جَمَالٍ
وَمُزْنٌ لِلرُّعُودِ، وَلَنْ تَهَابَهْ
أَلَا يَا طِفْلَةَ الْإِيمَانِ جُودِي
فَحُسْنُكِ شَاعِرٌ فَضَّ الرَّتابَةْ
رَأَيْتُكِ.. وَالْمَدِينَةُ مِثْلُ رُوحِي
وَخَيْرُ النَّاسِ هُمْ خَيْرُ الصَّحَابَةْ
أنَا الْحَرْبيُّ عَزْفُ الطَّيْرِ بَوْحِي
وَشِعْرِي وَاحَتِي وَالرُّوحُ غَابَةْ
وَأَعْنِي مَوْطِنِي وَالْأَهْلَ فِيهِ
فَلَا وَجْدٌ يُحَدُّ.. وَلَا صَبَابَةْ
الْمدِينة
أَنَا وَاللهِ لَا أَدْرِي بِحَالِي
جَمَالُكِ هَلَّ أمْ هَذا جَمَالِي..؟!
وَهَلْ سِرُّ الْكِتَابَةِ فِي عَذَابٍ
وَهَلْ سِرُّ الْعُذُوبةِ فِي التَّعَالِي..؟!
مَدِينَةُ خَيْرِ مَنْ فِي النَّاسِ أَنْتِ
وَأَنْتِ نَدِيَّةٌ قَبْلَ ابْتَِهالِي
فَيَا لِلْعِطْرِ يَسْبِقُنِي لِفَجْرٍ
وَيَا لِلْعُمْرِ يَصْرُخُ أَيْ تَعَالَي
أَنَا يَا رُوحُ مَفْتُونٌ بِصُبْحِي
وَصُبْحِي قَهْوَةٌ تَهْوَى دِلَالِي
أَنَا مَنْ مِنْكُمَا آخَيْتُ عُمْرِي
وَمَنْ رَسَمَ الْقَصِيدَةَ فِي خَيَالِي..؟
وَأَدْرِي أَنَّهُ لَا فَرْقَ عِنْدِي
فَتِيهَا فِي الْجَمَالِ وَفِي الدَّلَالِ
عوْدَة
عَادَتْ إِلَيَّ حَبِيبَتِي مِنْ غَيْبَةٍ
وَالْأُمُّ تَأْتِي.. بَعْدَ طُولِ غِيَابِ
وَالْأَهْلُ وَالْبُلْدَانُ جَاءَتْ كُلُّهَا
فَرَأَيْتُ فِي عَيْنِ الْعَدُوِّ شَبَابِي
حَتَّى الْعَصَافِيرُ التِي أَطْعَمْتُهَا
جَادَتْ.. فكَانَ غِنَاؤُهُنَّ بِبَابِي
عَارٍ بِلَا قَلْبٍ يُهذِّبُ وَحْشَتِي
ه َيَّا اسْتُرِينِي... فَالْإِيَابُ ثِيَابِي
هدْنةُ الْغرِيب
يُحِبُّ مِيَاهَ الْيَمِّ مَنْ عَاشَ يُتمَهُ
وَيُتْمِي أنَا فِي الْعَاليَاتِ.. قَرَاحُ
وَهُنَّ صَبَاحٌ.. وَالْحَبِيبَاتُ رِفْقَتِي
وَهُنَّ طُيُورِي وَالنُّهُوضُ جَنَاحُ
فَمِنْهُنّ أُمِّي.. وَالْجَمَالُ بِوَجْهِهَا
وَمِنْهُنَّ مَا يُخْفَى.. وَلَيْسَ يُبَاحُ
تَغَرَّبْتُ فِي الدُّنْيَا وَعُدْتُ لِهُدْنَتِي
وَمَا يَنْفَعُ الْحُرَّ، الْكَرِيمَ.. نُوَاحُ