يحترق الأديب أو الرسام أحياناً لمجرد أن يقدم لنا أفضل ما لديه، ومن رحم المأساة دائماً يولد الأمل، فقبل أن أدخل إلى سيرة الأديبة والروائية الإنجليزية (فرجينيا وولف) أتذكر كلمة للفيلسوف المشهور ديكارت وهي تأملت قبل أن أفكر ولكن الدكتور طه حسين قال تألمت قبل أن أفكر إذاً الألم سبق التفكير عند الدكتور طه حسين وهكذا.
سيرة الأديبة فرجينيا وولف مليئة بالصدمات والانهيارات النفسية، تعتبر من أيقونات الأدب الحديث للقرن العشرين ومن أوائل من استخدم تيار الوعي كطريقة للسرد. ولدت فرجينيا لعائلة غنية جنوب كنزنغتون لندن. وكانت الطفلة السابعة لعائلة مدمجة مكونة من ثمانية أطفال. والدتها جوليا ستيفن كانت تعمل كعارضة للحركة الفنية المعروفة باسم ما قبل الرفائيلية أما والدها ليسلي ستيفن فقد كان رجلاً نبيلاً يجيد القراءة والكتابة. من الأمور التي أثرت في حياة فرجينيا المنزل الصيفي الذي استعملته العائلة في سانت ايفيس كورنوال والذي كان يطل على منارة قودريفي حيث رأتها لأول مرة والتي أصبحت من أهم رموز روايتها إلى المنارة. طفولة فرجينيا وولف مضطربة حيث تعرضت للتحرش من قبل أخويها غير الشقيقين قبل وفاة والدتها مما زاد الأمر سوءًا، وحينذاك تعرضت لأول انهيار عقلي قبل انتحارها غرقاً لتفارق الحياة.
روايات فرجينيا وولف كثيرة وهي من أجود أنواع الأدب الإنجليزي. نلمح في مستوى من مستوياتها الإنسان بكل ضعفه وهو يقاوم تيار الحياة لعله يحظى بعيشة هنيئة. إنه الإنسان في مواجهة مصيره الأبدي تتجاذبه الأهواء فهيا بنا إلى المنارة منارة قودريفي الشهيرة وغيرها من العبارات الرائعة في أدب فرجينيا وولف.
** **
- سالم العرياني