تسامَتْ منذُ أنْ وجدَ الوجودُ
مكارمُها يورّثُها الجدودُ
ربوعٌ قدْ حباها اللهُ طهرا
تساوَتْ روضةٌ فيها وبيدُ
فيا دارَ السَّلامِ وأنتِ أمنٌ
حماكِ اللهُ والملكُ العتيدُ
زمانُ الكونِ ينقصُ في الَّليالي
وعمرُكِ في الضَّحى أبداً يزيدُ
لنا عبدُ العزيزِ منارُ مجدٍ
يظلُّ الشَّمس ما بقيَ الوجودُ
ملاحمُهُ بسفرِ الدَّهرِ نورٌ
وخلفَ خطاهُ قدْ سارَ الوليدُ
فسلمانُ المليك حمى رياضي
فعزَّتْ في حمى الملكِ الحدودُ
وليًّ العهدِ أشرقَ في بلادي
هلالاً مثلما قدْ جاءَ عيدُ
بكفّيهِ عصا موسى اقتداراً
يهشُّ بها الفسادَ ولا يحيدُ
هي النَّارُ الَّتي لا برءَ منها
فأخشابُ الفسادِ لها وقودُ
فيا بلدي أحبُّكِ ملءَ نفسي
وفي دمّي يُجدّدكِ الوريدُ
فوحدك من عباءتها القوافي
ففيكِ الشّعرُ يزهو والقصيدُ
وحبُّكِ يسكنُ الأضلاعَ نبضاً
فحالي في الهوى صبٌّ مُريدُ
زهَتْ في عيدكِ الدُّنيا اختيالاً
فأنتِ النورُ والعقدُ الفريدُ
** **
- طامي دغيليب